الأربعاء، 8 مارس 2017

مأساة الطفل الأكبر



وسط صديقاتها جلست تحاول أن ترسم البسمة وتغير من روتين حياة فرضت عليها .. قررت أن تتوقف عن العمل أثناء وجود الأبناء في التمرين وتقرأ كتابًا أو تثرثر مع الصديقات ونجحت وانفصلت عن الواقع لدقائق قليلة .. اختلست لحظات سعيدة من الزمن تضحك من القلب وتمزح مع الصديقات .. تلعب مع أطفالهن وتتعرف عليهم أكثر .. تعلم يقينًا أن هذه اللحظات رفاهية ولا تتكرر كثيرًا فقررت أن تستمتع بها وفجأة تنظر احدى الصديقات حولها فلا تجد ابنها الصغير وينطلق الجمع يبحثون في كل مكان عن الطفل وهي وحدها كانت تبحث عن اثنين في هذه اللحظة .. عن الطفل المفقود .. وعن أخته الكبرى التي انطلقت تجري باحثة عنه .. تلمح الطفلة من بعيد تصعد السلالم في لهفة تبحث عن أخيها ثم تنزل وتجري للباب ثم تصعد السلالم مرة أخرى .. طفلة لا تتجاوز السبع سنوات ولكنها وكلت بحمل ثقيل .. وتوقف الزمن في هذه اللحظات .. ثم عاد إلى الوراء وتداعت الذكريات عليها .. "خدي بالك من أخوكي" .. "خليكي معاه" .. "امسكي ايد أخوكي".. "اجري وراه" .. "اوعي يغيب عن عينك" .. "أخوكي الصغير لازم تتحملي مسئوليته معايا" .. شعرت أن الأرض تدور بها واللحظات الثقيلة تمر ..

قلبها يعتصر وعقلها يسترجع مشاهد قديمة مر عليها عمر طويل...ترى اللهفة الممزوجة بالخوف في عيني الطفلة المسكينة خاصة عندما صرخت فيها أمها "أخوكي راح فين؟" .. تنتفض الطفلة وتصمت .. ليس لها صوت .. فقط عينان محدقتان ينطق منهما الخوف.. هل يا ترى كان خوفًا حقيقيًا على أخيها أم خوفًا من ردة فعل أمها؟ هي فقط تعلم ما يدور في ذهن المسكينة ... تعلم مقدار ألمها.. هي فقط تشعر بالأفكار المحتشدة في العقل الصغير .. تضع نفسها مكان أخيها وتحاول أن تفك شفرة غيابه وتتوقع أين ذهب وفي هذه اللحظة وجدت الأم صغيرها بفضل الله ورحمته بعد أن عاشت لحظات من الرعب وعادت تحمله في حضنها وتصرخ في الطفلة التي صارت تنكمش أكثر في نفسها .. تشعر أنها مؤكد مذنبة .. تلوم نفسها وتجلدها .. لم تبتسم حتى لعودة أخيها .. فقط عينان محدقتان ينطق منهما الخوف الممزوج بالخزي

لم تستطع أن تظل متفرجة .. شعرت بأن واجبًا يناديها تجاه الطفلة المسكينة .. احتوت الأم وأجلستها لتهدأ ثم استجمعت شجاعتها وتكلمت ... لا تحب أن تعطي النصيحة لمن لم يطلبها .. لكن هذه المرة لم تستطع وأوضحت للأم بأرق كلمات خطرت على بالها في تلك اللحظة مقدار الألم الذي تسببه لطفلتها ومقدار الخطر النفسي على الإبنة التي لا ذنب لها سوى أنها جاءت إلى الدنيا أولًا .. استحضرت النية ودعت الله أن تقبل الأم النصيحة والحمد لله قبلتها الأم الطيبة .. كانت الصغيرة خلف أمها تحاول أن تتسمع إلى الحوار الخافت .. شعرت أن الأمر يخصها .. القلق ينطق في لغة جسدها .. ظلت على خوفها حتى قامت أمها واحتضنتها واعتذرت لها عما بدر منها وأن الحفاظ على أخيها ليس مسئوليتها .. والتقت عيناها بعيني الطفلة لتجد نظرة الخوف تحولت إلى نظرة عدم تصديق ثم إلى نظرة امتنان 😍😍😍 .. قبلت رأسها وودت لو هدهدت القلب المتعب بداخلها .. استسلمت للدموع التي انهمرت من عينيها هي ..دموع قديمة محبوسة تخرج من محبسها في مثل تلك المواقف التي تلمس الذكريات
ارتاحي الآن يا صغيرة .. ليس دورك أن ترعي أخاك .. أنت لا زلت طفلة .. واجب الأم أن ترعى صغارها "كلهم" ولا توكل هذه المهمة لأي أحد .. ولا كبير ولا صغير .. كيف تستمتع تلك الطفلة بطفولتها وهي مجبرة أن تتابع أخاها وتحرسه وتجري وراءه وتتبع خطواته أينما ذهب؟ متى تفعل ما تريده "هي" ؟ متى تنطلق وتعيش كطفلة حرة؟
ابنتك الكبرى ليست جليسة أطفال

هي أيضًا طفلتك التي تحتاج للرعاية وليس هذا سن تحميلها مسئولية كبيرة كهذه
هذا ظلم للصغيرة وتحميل لها فوق طاقتها
ونفس الشيء ينطبق على الولد الأكبر

ومن أجل هذه الصغيرة ومثيلاتها يجب أن يستمر كل مهتم بالتربية بنشر الوعي التربوي ولا يتوقف ويجب أن يكون ذلك وسط الناس .. الكتابة لا تكفي والكورسات لا تكفي .. يجب أن نكلم الناس عن التربية ونبسط لهم الأمر قدر المستطاع .. هناك أطفال على الشاطيء الآخر يتألمون 😔😔😔
#مأساة_الطفل_الأكبر
#قصة_من_الواقع_تتكرر_كل_يوم

الجمعة، 13 يناير 2017

التعلم من خلال اللعب - طفل ما قبل المدرسة (3- 6 سنوات)

أهلًا بكم في المقال الثالث من سلسلة مقالات التعلم من خلال اللعب .. ها نحن قد عبرنا بسلام السنة الثالثة من عمر الطفل ووصلنا لمحطة طفل ما قبل المدرسة وهذا هو تصنيف الأطفال في هذا العمر ولذا يبدو أمرًا عجيبًا أن يتسابق أولياء الأمور لإدخال أطفالهم للمدرسة في سن الرابعة رغم أنه يوجد اتجاه عالمي في الدول المتقدمة على تأخير سن المدرسة حتى السادسة بل إن هناك عددًا من الأبحاث الحديثة التي تؤكد أن تأخر الطفل في بداية التعليم المدرسي النظامي formal education حتى سن السابعة يكون أفضل له على المدى البعيد من حيث القدرة على القراءة واستيعاب المواد المقروءة والقدرة على التعبير [1] كما أنه يساهم في تقليل معدلات إصابة الأطفال باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه [2] . ولكن ننوه هنا أنه إذا تم تأخير الطفل عن دخول المدرسة فيجب أن يتوفر له بيئة غنية باللعب مثل الحضانات التي تعتمد على أنشطة التعلم من خلال اللعب  Play-based learning Preschool provision  وأشارت دراسات في العلوم العصبية أن أنشطة اللعب تساعد على تطوير الدماغ خاصة الفص الجبهي  Prefrontal cortex المسئول عن معظم العمليات العقلية المتقدمة المميزة للإنسان مثل التفكير المنطقي والتحكم في المشاعر. كما تساعد أنشطة اللعب على تطوير المهارات الإجتماعية ومهارة حل المشكلات ولوحظ  بمتابعة الأطفال الذين بدأوا التعلم في سن مبكر في الرابعة أو الخامسة أنهم أكثر ميلًا للتعرض للإصابة بالأمراض النفسية وأقل تحملًا للضغوط في الكبر [1].   
 


الاحتياجات النفسية:
--------------------
كما تعودنا نهتم باحتياجات الطفل في كل مرحلة حتى نفهم سلوكياته .. ونعود لنظرية إريك إريكسون في التطور النفسي ونعرف هذه المرحلة بأنها مرحلة المبادرة مقابل الشعور بالذنب Initiative versus guilt  [3].. يبدأ الطفل بعد أن تعلم الإستقلالية في المرحلة السابقة يبنى على هذه القدرة ويبدأ في الاهتمام بالمبادرة بالقيام بكل شيء بنفسه وقد يرغب في مساعدتك أيضًا .. فهو أمر طبيعي جدًا عندما تقومين بعمل الافطار أن يقف بجوارك طفلك ذو الثلاثة أعوام يحاول جاهدًا أن يفتح علبة اللبن أو يصب رقائق الذرة ويناولك الأشياء من الثلاجة .. أو عندما تخرجين من المنزل فهو يصر على أن يرتدي الحذاء بنفسه أو أن يختار ملابسه بنفسه حتى لو لم تكن غير متناسقة .. فما الذي ينبغي علينا فعله في هذه الحالة حتى ندعم التطور النفسي للطفل؟
أولًا يجب علينا ألا نصم الطفل بصفات مثل العند لأنه يريد أن يقوم بكل شيء لنفسه وعلى طريقته وأن نتفهم أنها مرحلة تطورية هامة لتكوين شخصية الطفل وتؤثر عليه حتى بعد أن يكبر .. فإذا كبتنا هذه الرغبة عنده ولم نشجعها فسوف يكون شخصًا بالغًا يفتقد المبادرة .. وذلك لأنه مما توصل إليه إريكسون أنه إذا مرت مرحلة ما دون أن يحقق الإنسان هدف المرحلة فسوف يفتقدها الشخص في حياته عندما يكبر .. 
ثانيًا يجب علينا أن ندعم الطفل بتعليمه مهارات الحياة وهنا يمكن الاستعانة بطريقة منتسوري التعليمية .. مثلًا إذا لاحظنا اهتمام الطفل باختيار ملابسه يمكننا تعليمه الألوان وكيف يختار ألوان ملابسه بشكل متناسق .. إذا لاحظنا اهتمامه بارتداء حذاءه بنفسه يمكن أن نبدأ تعليمه كيفية ربط الحذاء مثلاً وهكذا .. وبذلك يتعلم الطفل مهارات الحياة اليومية ويتدرب عليها حتى يتقنها تحت إشرافنا ودون ضغط.
ثالثًا نتعامل بشكل سليم مع الأخطاء فهي أمر طبيعي ... خلال تدريب الطفل على المهارات الحياتية سيقع في أخطاء حتمًا فمن الممكن أن يرتدي الحذاء في القدم الخطأ أو يلبس الملابس بالمقلوب أو يخطيء في ربط الأزرار .. علينا ألا ننهر الطفل أو نتعامل بشكل سلبي في هذه اللحظة بل نركز على الإنجازات ثم نرشده لتصليح الخطأ بدون أن نقول له "غلط" مثلًا من الممكن أن أرتدي حذائي أنا أيضًا وأطلب منه أن يلاحظ الاختلاف في شكل الحذاء ومن هنا يصحح الخطأ بنفسه .. من المهم جدًا في هذه المرحلة إعطاء الوقت للطفل أثناء التدرب على المهارات الجديدة وأن نتوقف عن كلمة "يللا .. يللا" التي نرهق بها اطفالنا .. هذا الاستعجال يوتر الأطفال ويضغط على أعصابهم مما يعطل عملية التعلم ويسبب إصابة الطفل بالعصبية والأهم أنه يشعر بالذنب لعدم قدرته على مواكبة الأهل وكذلك عدم الثقة بأنه يستطيع اتقان هذه المهارة.
ولنراعي أن من أهم احتياجات الطفل في هذه المرحلة الاحساس بالإنجاز ولذلك يجب على المربين ومتولي رعاية الطفل أن يشجعوه تشجيعًا إيجابيًا وليس مجرد مديح .. والمقصود هنا أن نركز على الفعل نفسه مع الاهتمام بتلاقي النظر مع الطفل وهي من اللحظات الرائعة حقًا فالأطفال في هذه السن تلمع عيونهم بالفخر والسعادة عند تعلم المهارات الجديدة وينتظرون أن يلمسوا منا نفس الفخر في نظرة العين وفي لغة الجسد كذلك. فعندما يأتي إليك طفلك وقد نجح في ارتداء ملابسه وحده دون مساعدة فعليك الالتفات إليه مع ابتسامة وتوجيه النظر إلى عينيه وتشجعيه بكلمات لطيفة مثل "ما شاء الله لقد ارتديت ملابسك كاملة.. ما أجمل اختياراتك ! انت متقن لعملك فعلًا انظر إلى هذه الأزرار ... ما شاء الله أنت تكبر حبيبي " هذا أفضل كثيرًا من قول كلمة برافو أو رائع دون التنويه عن مواطن القوة في المهارة ولفت انتباه الطفل لذلك.


خصائص المرحلة العمرية لأطفال الحضانة أو ما قبل المدرسة (3- 6 سنوات):
------------------------------------------------------------------------
في هذه المرحلة تزيد فترة انتباه الطفل، يستطيع الكلام وطرح الأسئلة والدخول في مناقشات، يحب اللعب مع الأهل والأصدقاء Cooperative play ويمكنه تقبل فكرة الدور ومشاركة الألعاب sharing and taking turns   كما يتقبل فكرة وجود قواعد بسيطة للعب ، يحب التجربة والاستكشاف ويتعلم كثيرًا عن طريق التجربة والخطأ ، يحب التصنيف والتمثيل ولعب الأدوار ويهوى استخدام الأشياء بطرق غير تقليدية.

أهمية لعب الآباء والأمهات مع أطفالهم وطريقة العشر دقائق: 
-------------------------------------------------------
طفلك يحب جدًا أن يلعب معك ويجد في ذلك متعة كبيرة عن لعبه وحده أو مع الإخوة والأصدقاء في الحضانة فاحرص على موعد يومي للعب مع طفلك لا يقل عن 10 دقائق  (10 minutes play) [4] بداية من عمر سنتين حتى سن 8 سنوات  .. لعبك مع طفلك سيعزز شعوره بالانتماء والأهمية  Belonging and significance  وهذا يعتبر الاحتياج الأساسي لكل انسان وهو جوهري عند الأطفال [5] ويقلل كثيرًا من المشاعر والسلوكيات السلبية لدى الأطفال .. اللعب كذلك يساعد الأطفال على اكتساب مهارات حياتية وإجتماعية.. كما يساهم في توصيل المعلومات الأكاديمية بطريقة مسلية وقريبة من الطفل..  كذلك لعبك مع طفلك سيخلق رابطة قوية بينكما ويحفر لك مكانًا في قلبه كما سيشعرك أنت أيضًا بالراحة ويقلل الضغط العصبي لديك .. فاللعب مع الأطفال يعتبر مخفف رائع للضغوط  Stess relief ولكي نحقق تجربة لعب ناجحة ومفيدة لك ولطفلك يراعي الآتي عند اللعب مع الطفل:
1- ترك الحرية للطفل لاختيار اللعبة واختيار دورك أنت في اللعب فلا تحاول أن تدير أنت عملية اللعب وانما اتركها لطفلك تمامًا Follow your child's lead
2- إعطاء الطفل الوقت الذي يحتاجه ولا تستعجله Pace at your child's level
3- لا تسرف في التوقعات ولا تتابع تطور طفلك بقلق Don't expect too much - give your child time
4- لا تسابق طفلك لتكسب ولا تنافسه في اللعب  Don't compete with your child
5- لا تنتقد طفلك ولا تعدل عليه بل شجع أفكاره وابداعاته (لا تقل أنت لا تعرف أو لم تتعلم هذا بعد أو لن تستطيع هذا صعب عليك أو أنا أفعلها بدلًا منك أو سأريك كيف تقوم بهذا) Don't criticize; encourage your child's ideas and creativity
6- اشترك معه في ألعاب التمثيل ولعب الأدوار كما يحلو له Engage in role play and make-believe with your child
ولنا هنا أسوة حسنة في سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم فلنتأمل هذا الحديث:
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَّامٍ قال : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قال : أَنْبَأَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قال : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَعْقُوبَ الْبَصْرِيُّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قال : خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي إِحْدَى صَلَاتَيِ الْعِشَاءِ وَهُوَ حَامِلٌ حَسَنًا أَوْ حُسَيْنًا فَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَضَعَهُ ، ثُمَّ كَبَّرَ لِلصَّلَاةِ فَصَلَّى فَسَجَدَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ صَلَاتِهِ سَجْدَةً أَطَالَهَا قَالَ : أَبِي فَرَفَعْتُ رَأْسِي وَإِذَا الصَّبِيُّ عَلَى ظَهْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ سَاجِدٌ فَرَجَعْتُ إِلَى سُجُودِي فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلَاةَ قَالَ النَّاسُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ سَجَدْتَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ صَلَاتِكَ سَجْدَةً أَطَلْتَهَا حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ قَدْ حَدَثَ أَمْرٌ أَوْ أَنَّهُ يُوحَى إِلَيْكَ قَالَ : " كُلُّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ وَلَكِنَّ ابْنِي ارْتَحَلَنِي فَكَرِهْتُ أَنْ أُعَجِّلَهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ " . حديث صحيح
فهذا رسول الله أثناء الصلاة لم يرد أن ينزل الحسن أو الحسين من على ظهره حتى لا يعجل الطفل فأين نحن من سنته ؟

7- اعط انتباهك كاملًا لطفلك ..أنت جمهوره الأول فأظهر التقدير Be an attentive and appreciative audience
8- بدلًا من توجيه الأوامر أو الأسئلة استخدم التعليق على اللعب بوصف ما يحدث مثل المعلق الرياضي على المباريات ولكن بعبارات قصيرة Use descriptive commenting 
9- كن قدوة في تعليم السلوكيات الإجتماعية بطريقة غير مباشرة مثل الذوقيات وتبادل الأدوار والتعاون والمشاركة  Be a social skills coach
10- ادعم طفلك عاطفيًا بشكل إيجابي أثناء اللعب عن طريق البقاء هادئًا والانتظار والمساعدة Use emotional coaching and provide positive support for children's emotional regulation skills
11- أعد طفلك للمدرسة عن طريق التعليق معًا على الألوان والأشكال والأرقام والمسميات Use academic coaching to promote your child's school readiness
12- قاوم رغبتك في تقديم الكثير من المساعدة لطفلك ليطور مهارة حل المشكلات Curb your desire to give too much help; encourage problem solving
13- اضحك واستمتع وشارك طفلك مشاعر الفرح والانطلاق "طلع الطفل اللي جواك"  Laugh and have fun





الألعاب المناسبة لهذه المرحلة:
------------------------------
أعرض عليكم هنا مجموعة من الألعاب مناسبة جدًا لهذا العمر والمهارات التي تطورها هذه الألعاب.
1- لتطوير مهارة طفلك في حل المشكلات Problem solving : يمكن توفير ألعاب البازل له (من 12- 20 قطعة فأكثر مع تقدمه في العمر) - مكعبات وألعاب التركيب ونراعي أن تكون أصغر حجمًا من المستخدمة سابقًا في مرحلة الطفل الدارج- ألعاب التصنيف حسب الحجم / الطول / العرض / اللون / الكمية / الشكل / الرائحة / أخرى ويمكن الاستعانة هنا بأدوات منتسوري مثل الأسطوانات ذات المقبض والبرج الوردي والسلم البني وإذا لم تتوفر أدوات منتسوري فلا يهم فالطفل يستمتع بأبسط الأشياء  مثل الأوعية البلاستيكية وأغطية الزجاجات والقواقع والمفاتيح. 
 
2- ألعاب البناء والتكوين لتنمية الذكاء البصري والابداع: وأهمها مكعبات مختلفة الأشكال والألوان يمكن استخدامها لبناء مجسمات معقدة - الميكانو وحقيبة العدد والأدوات - ألعاب تركيب معقدة مثل construction sets - ألعاب المواصلات (سيارات - طائرات - قطارات) - الموزايك بكل أشكاله


3- ألعاب التمثيل ولعب الأدوار Pretend and role play : وفري لطفلك صندوقًا أو درجًا فيه مجموعة من الملابس القديمة و الايشاربات والقبعات واتركيه يستمتع بتمثيل دور شخصيات من صنع خياله .. قد يقلد أبيه أو عمه أو خالته أو حتى أنتِ ... قد يقلد معلمته في الحضانة او شخصيات كرتونية يتابعها .. من الممكن أن يلبس الايشارب على ظهره فيكون حرملة الأمير في قصة سندريللا التي تحكيها قبل النوم مثلًا .. لا تتدخلي كثيرًا في هذه اللعبة واتركي لطفلك العنان وبهذا ينمي خياله وابداعه .. هذه اللعبة أيضًا تنمي الذكاء البصري فالطفل يرسم صورة ذهنية عن الشخصية التي يريد تمثيلها ثم يحقق هذا في الواقع .. لا توجد مشكلة أن يمثل الطفل دور فتاة أو تمثل الطفلة دور ولد .. هذا لا يعني اضطراب هوية أو أي شيء .. هم أصغر من فهم ذلك .. بل ان هذه اللعبة ستفيده للتعرف على الاختلاف بين النوعين وتفهم احتياجات الولد والبنت .. عليك فقط توفير ما يحتاجه طفلك للتمثيل ولعب الأدوار .. فيمكن أيضًا توفير بالطو طبيب وأدوات طبيب .. نماذج مصغرة لغرف المنزل .. عرائس ودباديب صغيرة .. شارب وذقن صناعيين .. خيمة او ملاءة قديمة ويصنع منها هو خيمة تحت الطاولة .. مسرح عرائس بسيط
عليك فقط ملاحظة طفلك أثناء اللعب إذا لعب دور معلمته في الحضانة فسوف يكون انعكاس لشخصية المعلمة وكذلك إذا لعب دور الأم فسوف يكون مرآتك ..ويمكنك من خلال ذلك فهم الكثير عن يوم طفلك ومشاعره خاصة إذا كان قليل الكلام. هناك نوع من أنواع العلاجات النفسية للأطفال اسمه العلاج باللعب [6] يعتمد على ترك الطفل وسط مجموعة منتقاة من الألعاب ليلعب بها بحرية تامة في وجود معالج كل دوره ملاحظة الطفل أثناء اللعب ليصدر تشخيصه في نهاية الجلسة ويمكن تكرار الجلسة بعد ذلك للتأكد من التشخيص وعلاج أي سلوك مقلق لدى الطفل .. يمكنك أنت أيضًا القيام بدور المعالج فقط بملاحظة طفلك وتركه يلعب بحرية وتشجيعه خلال اللعب.

4- الألعاب الفنية الابداعية: نوفر ألوان مائية وفرش وأوراق كبيرة أو يرسم بأصابعه .. وكذلك ألوان خشبية وألوان شمع .. أوراق مثبتة على الحائط أو الطاولة ليبدع عليها الطفل .. سبورة وطباشير أو أقلام سبورة .. صلصال واسطمبات لصنع أشكال .. مقص مناسب لعمر الطفل .. أوراق قص ولصق .. اصبع صمغ 
وأحب هنا أن أنوه على عدم التعديل على الطفل أثناء الرسم والتلوين حتى لا نؤثر على عملية الابداع .. أيضًا الطفل في هذا العمر لا يفكر مثلنا كبالغين .. نحن نركز دائمًا على المنتج النهائي ولذلك عندما يعرض الطفل رسمته على شخص بالغ تجد رد فعله " ايه ده؟ أو قولي رسمت ايه ؟" في الواقع طفل ما قبل المدرسة لا يكون منشغلًا أثناء الرسم بإجابة هذا السؤال ولا يهمه فعلًا .. كل تركيز الطفل يكون على العملية نفسها Process وليس المنتج  Product ولذا رد الفعل السليم لنا يجب أن يكون تشجيع الفعل والمجهود المبذول من الطفل وتوضيح نقاط القوة وبذلك يشعر الطفل بتقدير الذات .. ويمكننا بعد ذلك مناقشة الطفل بأسئلة إثارة الفضول مثلًا "يا ترى ده ممكن يكون حصان ولا انت شايفه حاجة تانية ؟ " ونترك العنان لعقل الطفل ليراه كما يريد .. أيضًا لا نعدل الألوان التي اختارها الطفل ونطلب منه محاكاة الطبيعة حرفيًا .. تؤلمني كثيرًا ردود فعل الكبار حول الطفل إذا اختار أن يلون السماء باللون الأصفر وينطلق الجميع في محاولة إصلاح هذا الخطأ البشع من وجهة نظرهم وتعليم الطفل أن السماء زرقاء .. هذا يعطي رسالة للطفل أنك قد أخطأت بخروجك عن المألوف وتؤثر على شعوره بالمبادرة وقدرته على الابداع .. بل قد يشعر بالذنب من الخطأ أو يقرر ألا يرسم مرة اخرى أو يحتفظ برسوماته لنفسه ولا يرغب أن يراها أحد .. ولنتذكر جميعًا أن الابداع يكمن في عدم التقليد والتفكير خارج الصندوق .. والابداع يبدأ داخل أطفالنا بهذا الشكل فبالله عليكم لا تقتلوا الابداع داخل أطفالكم بكثرة التعليقات والتوجيهات [7].


5- ألعاب للتطور الحركي مثل الدراجة والاسكوتر .. كور .. بولينج .. نفق .. ألعاب تسلق .. زحليقة .. أرجوحة .. وتوفير وقت للطفل للعب في الهواء الطلق في منطقة ألعاب تحت إشراف الأهل. 
ولا ننسى تطوير العضلات الدقيقة عن طريق أنشطة اللضم والصب والخياطة والقص وكذلك يمكن البدء في التعليم الأكاديمي مثل الحروف والأرقام من خلال تعرف شكلها ثم كتابتها على الرمل أو الدقيق أو تشكيلها بالصلصال .. ونبدأ أيضًا أنشطة ما قبل الكتابة و tracing لخطوط مستقيمة ومتعرجة ومنحنية ثم الحروف نفسها بعد ذلك.

6- للتطور اللغوي نوفر كتب بها صور مع كلمات أكثر من كتب المرحلة السابقة وسوف نلاحظ بداية اهتمام الطفل بالكلمات والحروف ويمكن استخدام بازل الحروف والأرقام حتى يبدأ التعلم الأكاديمي من خلال اللعب .. وكذلك بازل الأشكال الهندسية .. ويمكن طباعة أوراق عمل للاطفال من الانترنت تضم أنشطة يستخدم فيها القلم مثل المتاهات وتوصيل النقط وهي ألعاب تساعد على تطوير المهارات الحركية الدقيقة وتهيء للكتابة كما انها تطور مهارات حل المشكلات والذكاء البصري والذكاء الرياضي المنطقي.. 
يستمتع أيضًا الطفل في هذه المرحلة بالكتب التفاعلية المناسبة لعمره.. ولا ننسى حفظ القرآن .. في هذه المرحلة يكون الطفل سمعي جدًا ويمكنه حفظ القرآن بالتلقين سماعًا ومع نهاية المرحلة يمكنه التعرف على الحروف والتشكيل في المصحف إذا تم تعويده على ذلك.


7- الأناشيد والقصص وفي هذه المرحلة يهتم الطفل بقصص أبطالها من الحيوانات أو الأطفال ومن المهم أن نستخدم القصص في غرس القيم والأخلاقيات الحميدة وكذلك تعليم الطفل من خلال القصص الأسس الدينية مثل العقيدة والفقه والحديث  ويمكن استخدام الأناشيد لتعليم الحروف والأرقام ومعرض الكتاب قادم بإذن الله ومن الممكن أن تقتني كتبًا رائعة من دار الكوثر هي عبارة عن قصص مصورة تعمل على تبسيط الفقه للأطفال.



8- يمكن أيضًا أن ندرب أبناءنا على بعض المواقع التعليمية المفيدة والتي تستخدم الألعاب لتوصيل مفاهيم علمية وأكاديمية وهنا بعض هذه المواقع المجانية ذات المحتوى المفيد:

 
وبذلك نكون قد انتهينا بفضل الله من مرحلة الطفولة المبكرة ونبدأ في المقال القادم بإذن الله مرحلة الطفولة المتأخرة بكل تحدياتها.

المراجع:
[3] Erikson, E.H. & Erikson, J.M., The Life Cycle Completed: Extended Version (W. W. Norton, 1998).
[4] Webster-Stratton, C. (2015). THE INCREDIBLE YEARS® SERIES. Family-Based Prevention Programs for Children and Adolescents: Theory, Research, and Large-Scale Dissemination, 42.
[5] Nelsen, J. (2011). Positive discipline. Ballantine Books.

وهذا رابط مجلة علمية دولية تختص بالعلاج عن طريق اللعب للمهتمين :
http://www.bapt.info/resources-research/journal-play-therapy

الجمعة، 30 ديسمبر 2016

التعلم من خلال اللعب - الطفل الدارج (1 - 3 سنوات)

أهلًا بكم في المقال الثاني من سلسلة مقالات عن التعلم من خلال اللعب.. اتفقنا في المقال الأول أن اللعب هو وظيفة طفلك الأساسية منذ يصحو وحتى ينام ومن خلال اللعب يتعلم الطفل وتتطور مهاراته المعرفية واللغوية والاجتماعية والحركية ..نتناول اليوم ان شاء الله الطفل من عمر 1 - 3 سنوات وهي مرحلة عمرية فريدة من نوعها تعاصر فيها الأم انتقال طفلها من حالة "البيبي" الذي يحتاج إلى المساعدة إلى مرحلة الطفل الدارج الذي يتوق إلى الاحساس بالاستقلالية ويمر بحالة تشبه كثيرًا حالة المراهق الذى يسعى بكل الطرق لاثبات أنه صار رجلًا. ولنفهم كيف نستخدم اللعب كوسيلة للتعلم يجب أولًا أن نتعرف على تطور الطفل في هذه المرحلة واحتياجاته النفسية..



نبدأ بالاحتياجات النفسية.. أطلق العالم اريك اريكسون على هذه المرحلة في تطور الانسان مرحلة Autonomy versus shame and doubt  أو الاستقلال مقابل الخزي والشك [1].. يحتاج الطفل للشعور بقدرته على الاستقلال في هذه المرحلة ويحب جدًا ان يفعل كل شيء بنفسه خاصة في أموره الخاصة مثل ارتداء وخلع ملابسه وحذائه أو أن يأكل ويشرب بنفسه .. أن يجلس على كرسيه في السيارة وحده وكذلك ان يقوم بتقليد الكبار في كل أنشطتهم داخل المنزل وخارجه .. إذا لم يلبى احتياج الطفل للاستقلالية يبدأ في الشك بقدراته ويتكون داخله شعور بأنه "غير قادر" أو "لا يستطيع" .. يبدأ بالشك في قدراته وعدم الثقة بنفسه وهذا الشعور يؤثر سلبًا على تقدير الذات عند الطفل  self-esteem وعلى رغبته في الاستكشاف والمحاولة ويستمر هذا الشعور داخله حتى عندما يكبر فنجده قلق من محاولة عمل أي شيء جديد أو غير معتاد .. غير مبادر .. يخشى الابداع .. معتمد على الآخرين ومتردد في اتخاذ القرارات .. وكل هذا بسبب أنه لم تتاح له الفرصة لممارسة استقلاليته في المرحلة المميزة لذلك.. 

أما بالنسبة للشعور بالخزي والخجل فهو يتعلق برد فعل المحيطين لأخطاء الطفل في هذه المرحلة وهي أخطاء طبيعية تمامًا فالطفل يكتسب مهارات جديدة كل يوم بل كل لحظة ولا ينبغي أن نتصور أن الطفل يستطيع أن يتقن هذه المهارات في زمن قصير خاصة مع الاستعجال الدائم وكلمة "يللا" التي نكثر من استخدامها مع الأطفال للأسف ... ليس معنى انك علمت طفلك كيف يصب الماء في الكوب أنه لن يخطيء مرات وينسكب منه الماء .. ارتكاب الأخطاء هو جزء لا يتجزأ من اكتساب الطفل للاستقلالية وتطويره لقدرته على التحكم مثله مثل الكبير الذي يتعلم مهارة جديدة .. رد فعلنا في لحظات الأخطاء هو الذي يسبب أو يمنع شعور الخزي عند الطفل .. فإذا كان رد الفعل عنيف فإن الطفل يشعر بالخزي ويفكر أنه غير قادر وسوف يفكر كثيرًا بعد ذلك في محاولة عمل نفس الشيء الذي تم تعنيفه لأجله مما يؤثر على اكتسابه للمهارة .. بل قد يفقدها بالكامل .. الطفل يعرف أنه أخطأ وينتظر رد فعل الكبار فإذا كان رد الفعل أن كلنا نخطيء ونفسر لماذا حدث الخطأ ونفهم الطفل أن الأخطاء تحدث والمهم هو أن نصلحها ونحاول أن نتفادى تكرارها .. ونأخذ بيد الطفل ليصلح خطؤه بمساعدتنا في البداية مثلاً في حالة صب الماء نحضر له فوطة ليجفف الماء ..نحن بذلك نخلق انسانًا واثقًا واقعيًا مسئولًا يعرف كيف يتعامل مع أخطائه وأخطاء الآخرين. 

من المهم أن نتطرق هنا لمعلومة هامة عن جزء في المخ يسمى اللوزة الدماغية أو الأميجدالا Amygdala , وهي منطقة في المخ مسئولة عن تنظيم الانفعالات والذكريات والاستجابات... تستمد الأميجدلا المدخلات من داخل الجسم وأيضًا من خارجه عن طريق ادراك الحواس وتقوم بتحليل المعلومات الواردة لتحديد الانفعال أو الاستجابة المناسبة للمدخلات .. مثلًا إذا كان المثير الوارد للأميجدلا هو شعور الخوف فإن ردود الأفعال تكون زيادة ضربات القلب ، شد العضلات ، العرق البارد ، أو الإعياء والغثيان أو الاسهال والقيء في بعض الحالات الشديدة..  هذه الاستجابات الجسدية تجعل الجسم في حالة تسمى Fight or flight وهو نظام دفاعي داخلي خلقه الله داخلنا ليمكننا من النجاة في المواقف الخطيرة على حياتنا مثلًا أن نتحرك بسرعة شديدة من أمام سيارة قبل أن ترتطم بنا "flight " أو أن نهاجم بقوة شخص يحاول الاعتداء علينا "fight " .. تختزن الأميجدلا أيضًا الأحداث والانفعالات المصاحبة لها للرجوع إليها مستقبلًا .. مثل أن تكون أكثر حذرًا من السيارات لأنك تعرضت لحادثة سيارة في صغرك... وهذا هو موطن اهتمامنا الآن .. فماذا يحدث في مخ طفلك عندما تصرخين فيه إذا ارتكب خطأ ما نتيجة لاستكشافه؟ يختزن عقل الطفل رد فعلك ويستخدمه بعد ذلك في التعامل مع أي شخص يخطيء أمامه أو حتى مع نفسه .. وجميعنا نرى حولنا أشخاصًا بالغين لا يستطيعون التحكم في غضبهم ويلجأون لأكثر الطرق عنفًا عند اختلاف وجهات النظر.. هذا نتيجة طبيعية لتعرضهم أثناء طفولتهم لردود أفعال مشابهة وتتسم طفولة هؤلاء الأطفال بالعنف الشديد تجاه أقرانهم.. ولنقس على ذلك ردود الأفعال تجاه المخاوف أو الحوادث .. الخ.   ولذلك يجب على المربين الاهتمام بترشيد ردود أفعالهم أمام أبنائهم وتجاه أبنائهم لأنها ستشكل جزء كبير من ذكرياتهم وانفعالاتهم في المستقبل.  


ننتقل الآن لتطور الطفل في هذه المرحلة على مختلف المحاور مصحوبًا بالألعاب المناسبة لكل محور.
1- التطور الحركي:
-------------------
من عمر 12 - 18 شهر تتطور المهارات الحركية بشكل كبير عند الطفل فيستطيع أغلب الأطفال الجلوس والوقوف بدون مساعدة والمشي أيضًا ولكن قد يقع بشكل متكرر ولذا يحتاج إلى رقابة مستمرة .. يستطيع الطفل أيضًا في هذا العمر الامساك بأدوات الطعام فيمكنه أن يمسك ملعقة ويأكل بنفسه أو يمسك بكوب ليشرب وحده ولكن سنلاحظ أنه ما زال محتاج للتدرب على ذلك وقد يستخدم يديه في الأكل في نفس الوقت وعلينا أن نشجعه في هذه المرحلة فهو يحاول اتقان التحكم في العضلات الدقيقة لليدين وفي نفس الوقت يسعى لتحقيق احتياج نفسي مهم وهو الاستقلال فهي مرحلة مثالية لنبدأ تعويد الطفل أن يأكل ويشرب بنفسه بأدوات آمنة للأطفال وفي وجود الأم. عند عمر عامين يستطيع الطفل ركوب دراجة بثلاث عجلات كما يبدأ في الجري ولذا يجب الحذر في الشوارع لأنه سوف يحب تجربة مهارة الجري دون تفكير في العواقب. 

يمكنك مساعدة طفلك على التحكم في العضلات الدقيقة من خلال عدة أنشطة منزلية مثل أن يخلع ملابسه بنفسه بعد أن تحلي له الأزرار.. يمكنك البدء في تعليم الطفل أن الصندوق الكبير يحتوي على أشياء صغيرة مثل ألعابه فتتركين له صندوق به عدة ألعاب كبيرة الحجم وهو عليه استكشافها واللعب بها ثم بالتدريج تعليم الطفل أن يرجع الألعاب مرة ثانية إلى الصندوق وذلك بطريقة نشيطة حتى يشعر أنه يلعب وبذلك يتعود على ترتيب الألعاب .. يحتاج الطفل الدارج أن يبقى منشغلًا ولذلك اشغليه معك في أعمال المنزل.. يمكنه مساعدتك في نشر الغسيل أو جمع الغسيل على منشر داخلي.. يمكنه محاولة ادخال عدة علب بلاستيكية داخل بعضهم بترتيب الحجم أو عدة أكواب بلاستيكية داخل بعضهم .. يمكنك اعطاؤه ملعقة وطبق صغير به بعض المربى او الجبن وقطعة توست واتركيه يحاول تجهيز سندويتش لنفسه أو موزة يقشرها بنفسه. أما الألعاب المفضلة في هذا العمر فهي المكعبات الكبيرة بأحجام وألوان مختلفة والبازل بقطع كبيرة ومصنف الأشكال .. يمكن أيضًا البدء في أنشطة اللضم باستخدام حلقات خشبية كبيرة الحجم من عمر 18 شهر.  كذلك الصلصال أو عجينة اللعب تساعد الطفل كثيرًا على تطوير العضلات الدقيقة وكلما كانت العجينة طرية أكثر كلما كانت أسهل على الطفل في التحكم وأيضًا اللعب في الرمل على الشاطيء أو في الحديقة.

قد يبدأ طفلك في هذه المرحلة في الامساك بقلم ورسم "شخبطة" على الحائط او الأثاث .. أتوقع منك ألا تصرخين بل من المؤكد أنك قد فهمت تمامًا أن هذه المرحلة الحساسة له ليبدأ في الابداع الفني .. ليست مرحلة كتابة ابدًا .. لا يبدأ الطفل في تعلم الكتابة قبل 5 سنوات ... ولكن يتهيأ لذلك من عمر 18 شهر عن طريق التلوين بالأصابع على ورق كبير أو بألوان الماء باستخدام فرشة كبيرة ثم بألوان الشمع .. يمكنك تعليق ورقة  كبيرة على حائط وتتركيه يبدع .. أحد الأنشطة الجميلة هو أن تجمعوا الأوراق الساقطة من الأشجار في الطريق ثم تقومون بتلوينها واستخدامها كاسطمبة للطباعة .. او فقط لصقها بالغراء على لوحة كبيرة وتعليقها في غرفة الطفل .. أهم شيء أن تتذكري أن صراخك في طفلك إذا أفسد شيء في المنزل بسبب محاولته أن يبدع سوف يقتل ابداعه خاصة إذا كان طفلًا حساسًا.. هيئي له المكان واتركيه يستمتع بطفولته التي لن يعيشها سوى مرة واحدة.


نستمر بنفس الشكل مع الطفل بعد تخطيه عمر 18 شهر ومع نهاية 3 سنوات يكون الطفل قادرًا على ارتداء وخلع ملابسه بنفسه .. اعداد وجبة بسيطة مثل سندوتش أو تقطيع خيار مع اشراف الأم .. يمكنه صب اللبن لنفسه في كوب .. يمكنه حمل طبقه إلى الحوض .. يمكنه تطبيق ملابسه الصغيرة الحجم .. والكثير من الأنشطة المنزلية الأخرى ولكن بشرط البداية المبكرة في تعويده على ذلك من عمر السنة. 
ويمكن للأم تقديم الأنشطة والألعاب بتتبع شغف الطفل واهتماماته مثلما هو متبع في طريقة منتسوري .. مثلًا إذا لاحظت أن طفلتك تكثر من صب الماء فيجب عليك  تفهم ان هذا ليس سوء سلوك وانما مرحلة حساسة لتعلم مهارة الصب فيمكنك البدء في أنشطة الصب ..هذا سوف يرضي شغفها ويقلل من الخسائر المنزلية.    


2- التطور اللغوي والإدراكي:
---------------------------
يفهم الأطفال في هذه المرحلة العمرية عدد كبير من الكلمات ولكن ما زالت قدرتهم على الكلام في مرحلة تطور ولذا يستخدمون الايماءات والحركات ونبرة الصوت في التواصل .. مثلًا يعبر الطفل عن رفضه بهز رأسه يمنة ويسرة ويتوقع أن تفهم أنه يعبر عن رفضه .. مثال آخر إذا أراد شيئًا فهو يشير إليه بإصبع السبابة مع الكثير من المحاولات للكلام وقد يستطيع نطق بضع كلمات فعليًا مثل بابا .. ماما .. تيتة..  يعرف الطفل في هذه المرحلة أن لكل شيء اسم ودور المحيطين به تعريفه أسماء هذه الأشياء.
تستطيع الأم في هذه المرحلة تشجيع طفلها على الكلام بأن تتكلم معه كثيرًا عما تفعله وتحكي له القصص وتقرأ معه القرآن وتسمع معه الأناشيد بدون موسيقى وتغني معه وهذا سيساعده على تخزين المفردات ثم يبدأ في استخدامها بنفسه بالتدريج.. أيضًا القراءة من الكتب مع الطفل مهمة جدًا في هذه المرحلة ... سوف يحب الكتب ذات الصور الواضحة وستجدين انه يشير إلى صور الأشياء التي يعرفها ويسميها باسمها وتتسم هذه المرحلة بارتباط الطفل بكتاب معين أو قصة معينة يحب أن تقرأيها له كل يوم ويفضل ألا تفرضي على الطفل كتاب معين بل اتركيه يختار ..

من الملاحظ أيضًا في هذه المرحلة أن الطفل أثناء استكشافه يحاول استخدام الأشياء بطريقة مختلفة .. مثلًا يمسك علبة في المطبخ ويضعها على رأسه كالقبعة .. أو يسيِّر مكعب كبير كأنه سيارة أو يتحدث فيه كأنه تليفون.. هذا طبيعي للغاية فلا تصابي بالاحباط إذا صنعت نشاطًا لطفلك واستخدمه بطريقة مختلفة .. هذا يعني أنه يُعمل عقله ويطور ذكاءاته ومهاراته .. افرحي لذلك وشجعيه عليه وانتظري ابداعاته ان شاء الله
في هذه المرحلة يفضل أن نتكلم مع الطفل بلغة الكبار ولا نستخدم مصطلحات البيبي فلا نقول "محمد عايز مم؟" بل نقول "محمد عايز تاكل؟" أو "محمد انت جعان؟" .. غالبًا يستخدم الطفل في هذه السن كلمات من طائفة الأسماء فقط nouns ولا يربطها بأفعال أو حروف ولذلك نستغل كل كلمة ينطقها الطفل بإعادة صياغتها في جملة .. مثلًا طفل يرى سيارة فيقول "عربية" فترد الأم "عربية جميلة لونها أحمر" أو"شايف العربية جميلة؟" .. وإذا نطق الكلمة بشكل خاطيء لا نقول له: لا .. كده غلط .. قول كذا .. بل نصححها له من خلال إعادة نطق الكلمة بداخل جملة كما ذكرنا .. بهذا الشكل تزيد الحصيلة اللغوية للطفل كما يشعر بالثقة بنفسه وبقدرته على الكلام والتواصل مثل الكبار. يمكنك أيضًا طلب بعض الأشياء البسيطة من الطفل مثل "أحضر لي الكتاب من فوق الطاولة" وسوف يذهب ويحضره .. هو يفهم لكن يحتاج لبعض الوقت كي يتكلم .. تعزيز وتنمية الحواس يساعد الطفل على اكتساب اللغة ولذلك عليك بالاهتمام بتنمية جميع حواس الطفل ..الفتي انتباهه للأصوات المحيطة مثل "هل تسمع صوت العصفور؟" لتنمية حاسة السمع وتزويده بمفردات تخص الأصوات .. عندما تقومين بالطهي في المطبخ وطفلك معك مع اتخاذ الاحتياطات الكاملة لأمانه وحمايته من مخاطر المطبخ.. اعرضي عليه روائح وأطعمة مختلفة مثل المسكر والمالح والحامض .. روائح الأعشاب والتوابل الخفيفة .. لا نحتاج لشراء أدوات منتسوري للشم والتذوق .. كلها موجود لها بدائل بالمطبخ .. كذلك حاسة اللمس يمكنك تنميتها عن طريق تعريض الطفل لأنواع مختلفة من الأقمشة الموجودة بالمنزل وكذلك أشكال المواد المختلفة مثل الخشب والحديد والبلاستيك.. كل هذا من خلال اللعب والاستكشاف معًا. وأؤكد مرة ثانية على كلمة "معًا" حيث أن الطفل في هذا العمر يحتاج لرقابة شديدة لأنه لا يفهم عواقب الأمور .. فقط يستكشف وقد يعرضه هذا للخطر.
مع نهاية العام الثالث يستطيع الطفل التواصل في ما هو يشبه المحادثة لكن باستخدام كلمات يقصد بها الإشارة إلى جمل .. مثلًا عندما يقول "روح نادي؟" هو يقصد أن يقول "ممكن نروح النادي؟" ويستطيع أيضًا فهم المزاح ويحبه كثيرًا ويمكنه الرد على أسئلة تبدأ بأين وماذا .. يمكنه ترديد ما حفظ من القرآن إذا بدأت الأم في تكرار القرآن أمامه منذ الولادة خاصة عند النوم كما ذكرنا في المقال الأول وسوف تفاجأ الأم بأنه يردد ما حفظ تلقائيًا دون أن تطلب منه ذلك حتى لو كانت سور وكلمات صعبة .. وقد حدث هذا مع ابني الأكبر حين فوجئت به وعمره عامين يردد بداية سورة "ق" بعد أن سمعني أقرأها فعلمت وقتها أنه مستعد لحفظ القرآن وبدأت في ترديد الآيات المطلوب حفظها معه كل ليلة وأثناء الطبخ دون ضغط حتى أتم حفظ جزء عم وهو في الخامسة من عمره بفضل الله. كما أود ان أشير أن تعلم الطفل للقرآن مبكرًا بهذه الطريقة وأكرر دون ضغط عليه سوف ينمي ذكاؤه اللغوي ويسهل عليه تعلم القراءة والكتابة بعد ذلك ان شاء الله.


3- التطور العاطفي والاجتماعي:
------------------------------
من عمر 12 -18 شهر يتصور الطفل أنه مركز العالم لذا سوف تبقين منشغلة كثيرًا به في هذا العمر .. هو يريدك قريبة بجواره ولكن يمكنه الآن أن يلعب وحده بدونك مع الذهاب إليك من وقت لآخر .. يبدأ الطفل في هذه المرحلة تفهم فكرة أنك وهو كيانين منفصلين ويمكنك مساعدته على ذلك باللعب أيضًا عن طريق لعبة الاستغماية الشهيرة ولعبة الإشارة لأجزاء الوجه .. تشيرين إلى فمك مثلًا وتسميه ثم تطلبين من طفلك الإشارة إلى فمك وهكذا.. كذلك لعبة احضار الأشياء لك .. تذكرين له اسم لعبة او تشيرين إلى كتاب أو تليفون أو أي شيء وتطلبين احضاره لك.. هذه لعبة تطور المهارات الاجتماعية لدى طفلك وتعلمه التعاون وفكرة الأخذ والعطاء.
من أهم ما يحتاجه الطفل الدارج هو لفت الانتباه وانتباه الأم خصيصًا ولذلك نسمع جميعًا في هذه السن كلمة "ماما شوفي.. شوفي" .. هو يعرض عليك انجازاته طوال الوقت ويكتسب احساسه بالثقة من نظرتك الإيجابية وتشجيعك له فاحرصي على اعطاء طفلك الانتباه خاصة عندما يطلبه .. يبدأ الطفل في هذا العمر تعلم عواقب سلوكه ولذا يمكنك البدء في تطبيق بعض قواعد التربية الإيجابية التي تخص العواقب في هذا العمر .. مثلًا عدم استجابتك لزن الطفل سوف تفهمه مع الوقت أن الزن لا يحقق له ما يطلبه ولكن بشرط أن تستمري في استخدام نفس الأسلوب.
في المرحلة من 12 -18 شهر لا يفضل الطفل الاندماج في اللعب مع الأقران بل يلعب بشكل موازي Parallel play بدون تفاعل مع الأطفال الاخرين.. قد يلعب طفلان بنفس النشاط لك بدون تفاعل بينهما وهذا طبيعي جدا في هذا العمر [2] .. بعد ذلك من 18 - 24 شهر يبدأ الطفل في تفهم فكرة الصداقة وتطوير مشاعر التراحم فيمكن أن يتأثر ويحزن لحزن صديقه أو أخيه وقد يبكي لبكائه أو يجلس بجواره ويطبطب عليه. 
يصعب على الطفل الدارج التحكم في انفعالاته ويزيد الأمر كلما اقتربنا من نهاية العام الثاني او كما يطلق عليه Terrible twos 
من خصائص هذه المرحلة أن ما يريده الطفل.. في الواقع هو يريده الآن ولا يستطيع الانتظار ولا يفهم لماذا تطالبينه بالانتظار ولذلك فهو يغضب وهنا تفاجأ الأم بطفلها الوديع يتحول ويصرخ ويلقي بنفسه في الأرض يضرب بيديه وقدميه وقد يستمر في نوبة الغضب لمدة طويلة وهي لا تدري ماذا تفعل وقد يفاجئها بهذه النوبة في الأماكن العامة خاصة المحلات عندما يريد شيئًا وهي ترفض أو في منطقة الألعاب بأي مكان عندما يأتي  موعد الرحيل.. نوبات الغضب temper tantrums هي من أبرز المشاكل التي تواجه المربين في هذا العمر وتستمر حتى نهاية السنة الثالثة من عمر الطفل أو أكثر من ذلك.

كيف نتصرف معها ؟ مبدئيًا إذا استجبنا للطفل ولبينا له طلبه ليتوقف عن الصراخ فهو بذلك قد تعلم أنه سوف يحصل على ما يريده بهذه الطريقة وتصبح سلوك دائم .. وإذا قابلنا نوبة الغضب برد فعل عنيف فسوف تزيد حدتها عند الطفل ولن يتوقف عنها مما يضغط على أعصاب المربي ويشعره بانعدام الحيلة. إذا ما الحل ؟ يجب علينا أن نعلم أن الطفل في هذا العمر لا يستطيع التحكم في انفعالاته وأن نوبات الغضب أمر طبيعي ويمر بها كل الأطفال وتزداد احتمالية حدوثها إذا كان الطفل جائع أو مرهق وللتخفيف من حدتها يمكننا أن:
- البقاء بجوار الطفل مع اعطائه الفرصة لتفريغ انفعاله
- احتضان الطفل وتهدئته بدون كلام كثير
- استخدام الإلهاء أو التشتيت بلفت انتباهه لشيء آخر يحبه 
- لو كنت في مكان عام احملي طفلك وغادري المكان إلى مكان آخر هاديء مثلًا إلى السيارة أو حديقة

يبدأ الأطفال في هذا العمر ألعاب التقليد والتمثيل pretend play and make-believe games مثل تمثيل دور الطبيب أو تخيل نفسه مغامر أو ارتداء ملابس أو حذاء الأم أو الأب أو يمسك بلعبة ويتخيل أنها كاميرا ويصورك...



في الواقع هذا النوع من الألعاب هام للغاية لتطوير مهارات الطفل على كافة المستويات .. فبالنسبة للتطور الاجتماعي فان الطفل يجرب مشاعر مختلفة مما يزيد من قدرته على التراحم والاحساس بالإخرين ويساعده على التفاعل الاجتماعي مع الأقران والكبار. أذا شاركت طفلك هذه اللعبة الممتعة مثلا كنت أنت المريض وهو طبيبك فسوف تساعده على تعلم تبادل الأدوار والاحساس بالمسئولية .. وقد يشجعك على اللعب مع طفلك معرفة أن الدراسات العلمية أثبتت أن الأطفال الذين يلعبون اللعب التخيلي من سن مبكر يظهرون مهارات ابداعية ومرونة معرفية في الكبر [3, 4]. كذلك تساعد الألعاب التخيلية على تطوير المهارات اللغوية فهي منفذ لاستخراج الكلمات المخزونة في مخ الطفل. كما أنها تعبر عما يدور داخل طفلك سلبًا وإيجابًا فإذا كان طفلك يذهب إلى الحضانة وعندما يعود إلى المنزل يمثل دور المعلمة فيرفع صوته ويستخدم بعض العنف فانت بذلك تعرفت على تعامل المعلمة مع الأطفال بشكل غير مباشر. 
ملحوظة: الحاق الطفل بالحضانة لعدد ساعات قليل حوالي 3-4 ساعات في عمر عامين قد يساعد في تطوير مهاراته الاجتماعية ولكن بشرط اختيار المكان المناسب الآمن لطفلك الذي يضمن عدم تعرض الطفل لأسلوب تربوي مختلف لأن هذا يضر الطفل ويربكه. 
وفي النهاية يمكنك خلق بيئة ثرية لطفلك ليمارس اللعب التخيلي .. مثلًا:
- توفير كرتونة كبيرة ليجلس داخلها ويتخيل أنه قائد سيارة أو طائرة أو حتى صاروخ
- أدوات مطبخية حقيقية آمنة ليمثل أنه يطبخ
- ملاءة قديمة ليصنع منها خيمة تحت طاولة
- حقيبة ظهر قديمة - موبايل - بطارية ليتخيل انه مستكشف 
- دمى محشوة ليكونوا تلامذته أو مرضاه .. ويمكنكم أن تلعبوا أنتم هذا الدور أيضًا :)

وأترك لك أيتها الأم المحبة المبدعة المجال مفتوحًا لتبدعي كما يحلو لك .. فقط تذكري النقاط التالية على لسان طفلك:
  • اتبعي شغفي يا أمي وقدمي لي ما يناسبه
  • اسمعيني يا أمي حين أناديك وأعطيني انتباهك فأنا أحتاج للتشجيع منك أنت بالذات
  • لا تتحكمي في نشاطي أو لعبتي يا أمي بل اتركي لي الحرية التامة مع توفير الأمان
  • كوني قدوة لي في التحكم في الانفعالات فأنا أقلد ما أراه وأخزنه أيضًا
  • العبي معي يا أمي .. هذا أهم عندي من شراء الألعاب والأنشطة
  • وفري لي فرص للاستكشاف فأنا أستكشف لأتعلم 
  • لا أقصد سوء السلوك يا أمي .. ارشديني لاصلاح أخطائي وسوف أتعلم 
  • أريد أن أشعر بالاستقلالية يا أمي .. ثقي بي .. أنا أكبر .. أنا أستطيع  
  وألقاكم في مقال قادم بإذن الله عن التعلم من خلال اللعب لمرحلة طفل ما قبل المدرسة من 3 -5 سنوات مع ارشادات هامة عن كيفية إدارة جلسة اللعب.

References:
[1] Erikson, E.H. & Erikson, J.M., The Life Cycle Completed: Extended Version (W. W. Norton, 1998). 
[3] Russ, S.W. (2004).  Play in child development and psychotherapy. Mahwah, NJ: Earlbaum.
[4] Russ, S. & Fiorelli, J. (2010) Developmental Approaches to Creativity. In J . Kaufman & R. Sternberg (Eds.) The Cambridge Handbook of Creativity, 233-249. New York: Cambridge University Press.

الجمعة، 23 ديسمبر 2016

مباديء التعلم من خلال اللعب - الطفل في السنة الأولى

عزيزتي الأم الجديدة 
هل تعلمين أن الطفل منذ لحظة ولادته يكون مستعدًا للتعلم ؟ هل تعلمين أيضًا أن وظيفة الطفل الرئيسية هي اللعب وأن اللعب لا يتعارض أبدًا مع التعلم؟  بل قد يكون اللعب هو أفضل وسيلة لتعلم الأطفال.. سنتعرف على فوائد اللعب في تطوير مهارات الطفل في السنة الأولى في هذا المقال الذي يعد الحلقة الأولى من سلسلة مقالات عن مبادي التعلم من خلال اللعب Play-based learning .

أثبتت الأبحاث العلمية أن اللعب يساعد على تطوير الدماغ من حيث المرونة والقدرة على التعلم مستقبلًا كما يحفز بناء الوصلات العصبية [1]. اللعب يوفر للأطفال فرص رائعة لمعرفة معاني الاستكشاف والابداع والتفاوض والمغامرة وتؤكد العديد من الدراسات في مجال التطور الإدراكي أن اللعب يحسن الذاكرة ويطور المهارات اللغوية ويساعد على ضبط سلوك الأطفال بشكل ذاتي مما له أبلغ الأثر على الدراسة الأكاديمية مع وصولهم لسن المدرسة [2] كما ربطت عدة دراسات بين اللعب وتحسن الصحة العامة للطفل وكذلك زيادة قدرة الطفل على التعامل مع الضغوط وزيادة الثقة بالنفس والاحساس بتقدير الذات. كما يرتبط اللعب بزيادة قدرة الطفل على المثابرة والمرونة والإيجابية والتراحم وبناء العلاقات الإجتماعية.

بعد ولادة الطفل تبدأ عملية بناء الوصلات العصبية وهي تبنى عن طريق التعرف على العالم من خلال الحواس وأول حاسة يولد بها الطفل هي حاسة التذوق فيبدأ في مص أي شيء يقترب من فمه وهذا من حكمة الله تعالى حيث يولد الطفل مستعدَا للرضاعة الطبيعية .. كذلك حاسة السمع تكون متطورة إلى حد ما فيسمع صوت أمه ويطمئن .. يستطيع أن يرى لمسافة 25 سم تقريباً وتقدر بالمسافة بين الطفل ووجه الأم أثناء الرضاعة الطبيعية ..يحتاج الطفل لاحتضان أمه ويسمع صوت دقات قلبها المألوف فيهدأ .. لكنه لا يميز باقي الأصوات وتكون بالنسبة له مجرد ضجيج .. بعد قليل يبدأ في لمس الأشياء وبالطبع يأخذها إلى فمه فهذه هي وسيلته للتعرف على العالم من حوله .. ثم تبدأ مرحلة جديدة عندما تتطور حاسة البصر قليلاً ويبدأ الطفل في الاهتمام بالنظر إلى وتمييز ألوان محددة هي الأبيض والأسود ويهتم كثيراً بوجوه البشر خاصة العينين وحركة الفم.
مع كل يوم تتطور فيه الحواس تتطور الوصلات العصبية بشكل مطرد كما يظهر في الصورة:
تطور الوصلات العصبية في المخ خلال السنة الأولى

 ويصاحب ذلك أن الطفل يتعلم عن العالم المحيط به .. في هذه المرحلة (0 - شهرين) لا يستطيع الطفل الحركة ويقضي معظم الوقت مستلقيًا في المهد ..كل ما يحتاجه طفلك هو الكثير من الاحتضان والاحتواء .. يحتاج إلى سماع صوتك فهو يميزه ... يحتاج إلى الأمان والحنان.. لا تفكري في أنشطة أو ألعاب في هذه المرحلة أكثر من تعليق لعبة آمنة بسيطة بألوان مناسبة فوق مهد الطفل أو لعبة آمنة يحاول أن يمسك بها لتنمي مهارة القبض عنده .. اهتمي أكثر بتلبية احتياجات طفلك .. عندما يبكي فهذه طريقته ليعبر عن شيء يحتاجه .. قد يكون جائعًا أو يحتاج للتنظيف.. قد يكون خائفَا يحتاج لحضنك .. قد يشعر بالملل أو النعاس ويريدك بقربه .. لذا في هذه المرحلة وجودك أمر بديهي وكونك تلبين احتياجات طفلك هو ليس تدليلًا وانما واجب لصحته النفسية ففي هذه الفترة يحتاج طفلك للاحساس بالثقة .. الثقة بأنك سوف تلبين نداءه وتخمنين ما يريد وتحققيه له ومن هنا تتولد ثقته تجاه العالم ويبدأ في الشعور بالانتماء وهذا الاحتياج النفسي يمتد إلى نهاية السنة الأولى [4] وإذا لم يلبى يحدث أن يتولد داخل الطفل انعدام ثقة بالعالم يؤثر عليه حتى بعد أن يكبر وقد يتسبب في إصابته بأمراض نفسية منها الوسواس القهري [5].

في الفترة من 2 - 6 شهور تظهر أول ابتسامة على وجه طفلك ويستطيع ان ينقلب على بطنه ويرفع رأسه ورقبته .. يستطيع ان يمسك بأشياء كبيرة وتتطور مهارة القبض عنده وكما قلنا كل شيء يذهب إلى فمه ليتعرف عليه فيجب الحذر من الألعاب التي تحتوي على أجزاء صغيرة .. في هذه المرحلة من المهم أن توفري وقتًا لطفلك على الأرض في مكان آمن وأنت بقربه وحوله مجموعة ألعاب مثل (حلقات بلاستيكية .. دمى مبتسمة .. شخشيخة .. مرآة غير قابلة للكسر.. مكعبات كبيرة قماشية.. حلقات متراصة)  أو ما يسمى baby gym كما هو واضح في الصور







يكون الطفل على ظهره حتى يستطيع التقلب ويمكن أن تضعيه على بطنه بنفسك Tummy time فهذا يساعده على الاستكشاف .. لا تقربي إليه الألعاب بل علقيها حتى يحاول أن يمد يده ليمسكها أو ينقلب على جنبه أو بطنه ليصل إليها فهذا يساعد في تطوره الحركي وكذلك في التناسق البصري الحركي hand-eye coordination.. يمكنك أن تضعي اللعبة على بطنه فهذا يساعده أن يضم يديه معًا حتى يمسك اللعبة وهذه مهارة هامة لتشغيل فصي الدماغ سويًا   .. سيقضي طفلك وقتًا سعيدًا حقًا ينقل بصره بين الألعاب ويحاول الوصول إليها ويحاول امساكها وبالطبع يأخذها إلى فمه ولذا يجب الاهتمام بنظافة الألعاب .. هذا الطفل مخه يتطور وتزداد الوصلات العصبية في مخه بشكل متواصل وكذلك هو مستمتع وسعيد .. ويتعلم طوال الوقت  .. قارني هذا الطفل بطفل مستلقٍ على ظهره في سرير أو مقيد داخل كرسي .. ملقى أمام تلفاز أو محمول من أمه أو من يتولى رعايته .. فارق شاسع بين الطفلين من حيث تطور المخ والتطور الحركي والاجتماعي والإدراكي.


ومع نهاية الستة أشهر الأولى قد يمكن للطفل أن يجلس وهذا سوف يساعده أكثر على التعرف على العالم .. يحب الطفل في هذا الوقت لعبة القاء الأشياء عليه مثل دمية صغيرة ويتابعها بعينه وهي تسقط أمامه وإذا كانت قريبة منه فسيحاول امساكها بكلتا يديه أو يحرك جسمه في اتجاهها.. هذه اللعبة البسيطة التي يمكن أن تلعبها الأم أو الأب مع الطفل لها أبلغ الأثر في تطور التناسق البصري الحركي كما تخلق رابطة قوية بين الطفل وأبويه ..قد نبدأ في هذه المرحلة أيضًا في تقديم الكتب للطفل .. ولكن نراعي أن يكون كتابًا قماشيًا أو ما يطلق عليه الكتاب التفاعلي .. ويمكن أيضًا الكتب الكرتونية hard books ونقرأها سويًا أو نحكي حدوتة قبل النوم بقراءتها من كتاب .. يمكن أن نقرأ القرآن مع الطفل من المصحف قبل النوم حتى يعتاد ذلك وستجد ان الطفل يحفظ القرآن بسهولة بعد ذلك وكذلك سيرتبط به قلبه ..


يستطيع الطفل في هذه الفترة الجلوس دون مساعدة وستلاحظين أنه يريد أن يكون معك دائمًا .. مثلَا عند وجودك في المطبخ أخرجي بعض الأواني البلاستيكية مثل العلب والأكواب البلاستيكية أومعالق خشبية واتركيها لطفلك ليطبخ مثلك وطوال الوقت لا تتوقفي عن الكلام معه والحكي عن كل ما تفعلين ووصف الأشياء من حوله .. هذه الجلسة ستطور مهاراته اللغوية والحركية والاجتماعية والإدراكية دون احتياج لوقت خاص أو أنشطة أو حتى ألعاب..

يهتم الطفل في هذا العمر بإلقاء الأشياء من مكان عال فمثلًا إذا جلس في كرسي الأكل الخاص به سيظل يرمي كوبه أو لعبته من فوق ويتابعها بعينه وهي تسقط بشغف شديد وسيطلب منك بالبكاء أو النداء أن تأت بها له ثم يكرر رميها وهكذا .. هنا يبدأ الطفل في فهم معنى دوام الأشياء Object permanence.. قبل ذلك يظن الطفل أن غياب الشيء أو الشخص معناه أنه ذهب تمامًا ولن يعود ولذا يبكي بحرقة شديدة عند خروجك من الغرفة .. يمكن لك تطوير هذا المفهوم عند طفلك عن طريق لعبة Peek -a- boo الشهيرة عن طريق إخفاء وجهك ثم إظهاره وأنت تبتسمين .. يمكن أيضًا استخدام لعبة لها صوت مثل الشخشيخة .. تخفيها تحت غطاء مثلَا ثم تهزيها فتصدر صوتَا وحينها يعلم الطفل أن ليس معنى أن شيئًا ما قد غاب عن نظره أنه انعدم. 
يتطور الطفل في هذه السن بسرعة شديدة فيبدأ في الزحف على بطنه ثم يستطيع أن يحمل جسده على يديه وركبتيه وينطلق في كل مكان في المنزل .. قد لا تستطيعين الذهاب إلى دورة المياه في هذه المرحلة من كثرة الملاحقة ..يجب هنا أن ننبه على احتياطات الأمان فالطفل يحاول أن يستكشف العالم وهذا يساعده على تطوير مهاراته ولذا لا يمكن أن نحبس الطفل أو نمنعه أو نحمله أو نقيده طوال الوقت فهذا يضره ويعرضه لضغط عصبي ويجعله في حالة استثارة عصبية دائمة ويعطل نموه وتطوره .. فالأفضل أن نوفر له بيئة آمنة وذلك لن يتأتى سوى بأن ننزل إلى مستوى الطفل ونرى العالم (المنزل) من منظوره فنزيل كل ما له طرف مدبب ونرفع الأشياء القابلة للكسر عاليًا .. لا يجب وضع ألواح زجاجية أو مفارش على الطاولات قد يجذبها الطفل فيقع شيء فوقه .. يجب أيضًا الاهتمام بغلق الحمام والمطبخ ورفع المنظفات والكيماويات لمكان عالٍ والتأكد من عدم وجود أسلاك يستطيع الطفل شدها .. كذلك تأمين مقابص الكهرباء ووضع بوابات للسلالم الداخلية ورفع الألعاب والأدوات ذات الأجزاء الصغيرة الخاصة بأخواته الكبار.

تتطور المهارات اللغوية لدى الطفل كثيرًا فيفهم عشرات الكلمات منها اسمه ولكنه ما زال لا يستطيع أن يتكلم ويعبر ولذا فهو قد يبكي كثيرًا أو ما يسمى بالزن ولنضع أنفسنا مكانه .. فهو يفهم ويريد أن يعبر عن رغباته واحتياجاته لكنه لا يستطيع ولذا يحتاج الكثير من التفهم من المحيطين خاصة الأم والأب ونلخص هنا ما يريده طفلك على لسانه [6]:
1- كوني بجانبي يا أمي فأنا أحتاجك
2- اغمريني بالحب حتى أثق بالعالم
3- افهميني فما زلت لا استطيع الكلام والتعبير
4- وفري لي الفرص للتعلم والاستكشاف الآمن بقربك  

وبعد فترة قصيرة يستند الطفل إلى الأثاث ثم يبدأ في المشي مع نهاية السنة الأولى تقريبًا مما يجعله مستعدًا لمغامرات أكبر في رحلة تعرفه على العالم .. تلك الرحلة التي تعتمد أولًا وأخيرًا على اللعب كما سنرى أكثر في الحلقة القادمة ان شاء الله عن مباديء التعلم من خلال اللعب - الطفل الدارج 

ملحوظة هامة : مراحل التطور تختلف من طفل إلى طفل والأعمار المذكورة في المقال تقريبية.

References:
[1] Lester, S. & Russell, S. (2008). Play for a change. Play policy and practice: A review of contemporary perspectives. Play England.  
[2] Bodrova, E. & Leong, D. J. (2005). Uniquely preschool: What research tells us about the ways young children learn. Educational Leadership, 63(1), 44-47.
[4] Erikson, E.H. & Erikson, J.M., The Life Cycle Completed: Extended Version (W. W. Norton, 1998).
 


الأحد، 11 ديسمبر 2016

كيف تقاومين تيار خلع الحجاب؟

فيه شبهة منتشرة بتحصل لبنات كتير تتسبب انهم يخلعوا الحجاب أو النقاب .. تلاقي نفسها تحدثها انها عادية وليست جميلة جمالاً ملفتاً فما الحاجة للنقاب مثلاً وتبدأ وسوسة الشيطان انك هكذا فتنة أكبر للرجال .. انما لو خلعت نقابك فلن تكوني فتنة فإذا استجابت تبدأ في التنازلات بالتدريج حتى تكاد لا تعرفها بعد ذلك
نفس الشيء للبنت المحجبة .. وسوسة متواصلة توصفها البنت بفكرة ملحة مسيطرة عليها انها بالحجاب شكلها أجمل وده معناه انها مش محققة شروط الحجاب وتبدأ فكرة خلع الحجاب تكبر وبرضه بعد ما تخلعه تبدأ في تنازلات لم تكن تتخيلها وتتناسب تلك الشبهة طردياً وتزداد عنفاً إذا صادفت شهوة حب الظهور أو لفت الأنظار في نفس المسلمة أو إذا كانت البيئة المحيطة بها مشجعة على التبرج أو كانت تتعرض لاضطهاد بسبب الحجاب أو النقاب
طيب ايه علاج الأمر ده ؟ ببساطة قانون نيوتن التالت بيقول لكل فعل رد فعل مساوٍ له في القوة ومضاد له في الاتجاه .. عايزة تقاومي تيار خلع الحجاب أو النقاب ابذلي مجهود في الاتجاه العكسي .. يعني حسنِّي من حجابك أكتر .. طولي الطرحة ..وسعي اللبس... ركزي ان نقابك يكون ساتر أكتر .. زودي من الطاعات بشكل عام .. والقرآن والاستغفار والدعاء وقيام الليل بشكل خاص.. فوضي أمرك لله واعتصمي به ولا تتحدثي في هذا الأمر مع بشر .. فقط كوني مع الله وتأكدي ان ربنا هيتولاكِ برحمته وياخد بإيدك والوساوس سوف تذهب إلى الجحيم
هذا ابتلاء للتمحيص واختبار للثبات .. فلنثبت ونرِ الله من أنفسنا خيراً
#الحجاب
#النقاب
#اللهم_ثبت_المؤمنات

اقرار المشاعر

هيحصلك ايه لو احتويت اللي جاي يشكيلك وماحسستوش ان مشكلته تافهة وان فيه ناس عندها مصايب أكبر .. أو ان الدنيا مش دايماً على وتيرة واحدة وكأنه كان عايش في جنة وبيشتكي من شكة دبوس !!! .. أكتر تكنيك بيعجبني في التربية الإيجابية هو validate feelings أو اقرار المشاعر .. يعني ببساطة تقدير مشاعر الطفل لما يكون متعصب أو حزين أو غضبان أو محبط أو أو .. دي الخطوة الأولى اللي هتساعده يتخطى المشكلة وفي نفس الوقت هتخلق بينكم رابطة قوية جداً وصداقة تدوم العمر
نفس التكنيك ده احنا محتاجين نستخدمه مع كل اللي حوالينا وخاصة أصحابنا .. بلاش تتسبب في كسرة نفس حد .. بلاش تحسس حد بالذنب انه حكى لك على مشكلته أو تحسسه بالذنب انه مضايق أصلاً.. بلاش تحكم على الناس من وجهة نظرك وبناء على خبراتك وشخصيتك وطباعك .. حاول تحط نفسك مكان اللي بيكلمك وتحس بيه وبانفعاله "هو" مع مشكلته .. حاول تشوف الصورة كاملة مش بس الجزء البسيط اللي ظاهر لك من كلامه .. لو ماتقدرش تعمل كده يبقى بلاش تسأل صاحبك .. مالك متغير ليه ؟ أو تطلب منه يفضفض معاك وانت مخبي دش مياه ساقع ورا ضهرك وجاهز انك ترميه على المسكين اللي صدقك وفضفض لك باللي في نفسه
لو نفسك تساعد يبقى اقرأ واتعلم ازاي تساعد من غير ما تأذي لان فعلاً فيه ناس ممكن قلوبها تنكسر بسبب كلمة قلتها أو احساس وصلته وانت فاكر انك بتساعدهم

صحبة القرآن

حفظ القرآن
ناس كتير بتقول ايه اللي يخليني أحفظ القرآن .. ما أنا مواظب على القراءة اليومية ودايماً باختم القرآن ومش هاجره ؟
الحقيقة فيه فارق كبير بين الحفظ والتلاوة .. الحفظ ينطوي على التلاوة .. لكن مجرد التلاوة لا تؤدي بك للحفظ .. الحفظ يحتاج أكثر من مجرد تلاوة .. لكي تحفظ مقطعاً وليكن صفحة فأنت تحتاج لتكرار تلاوتها عدة مرات وتقسيمها وتحليلها وربط الآيات ببعضها والتعرف على معاني الكلمات الصعبة أو التفسير .. ويجب أن تكرر هذا تحفظ الصفحة ثم تنتقل إلى صفحة أخرى بعد ذلك وتفعل نفس الشيء وتربط الصفحتين سوياً وهكذا وهكذا
في خلال هذه التجربة الثرية أنت تتدبر الآيات وتقرأها كأنها تمر عليك للمرة الأولى .. مهما كنت قارئاً دائماً للقرآن فإن حفظ القرآن تجربة خاصة جداً تربطك بآيات الله بشكل مختلف .. تدفعك لتأمل المعاني والبحث في التفاسير .. تجعلك تسقط ما تقرأه من آيات على حياتك وتفكر فيها ملياً .. تساعدك على التخلص من الوساوس والشبهات .. تضيء لك مساحات في علاقتك بالله لم تكن تدري عنها شيئاً من قبل
حفظ القرآن بتدبر سيجعلك مصاحباً لكلام الله في فراغك وانشغالك .. في صحوك ومنامك .. إذا سرحت قليلاً تجد نفسك تتذكر آيات ورد حفظك اليومي وترددها في نفسك .. مصحفك يصاحبك في كل مكان .. يجعلك تنفصل عن عالم الخلق وتعيش مع الخالق وآياته وكلامه .. تكتم دموعك عندما تباغتك احدى الآيات وتذكرك بموقف عصيت فيه ربك وأنت غافل فتسارع لمناجاة الله وتجديد التوبة .. ينشرح صدرك وتنسى همومك إذا صادفت آية تذكرك بنعم الله عليك فتشكر وتحمد المنعم .. تقرأ في ابتلاءات الأنبياء فتهون عليك مصائبك ومشاكلك وتنتظر فرج الله بيقين .. تمر بآية عذاب فتستغفر من ذنوبك ولا تغتر بعملك .. وتمر بآية رحمة فترجو أن يرزقك الله إياها <3
حفظ القرآن بالتجويد كما كان يقرأه النبي صلى الله عليه وسلم يحفظ لغتك العربية ولسانك من الخطأ ويسهل عليك مدارسة العلوم الشرعية وكذلك قراءة كتب التراث والأدب العربي والشعر فترتبط بثقافتك العربية أكثر .. هناك علاقة مباشرة بين تعلم التجويد وتقوية اللغة العربية الفصحى وقواعد النحو بشكل شبه تلقائي..
حفظ القرآن كذلك يقوي خلايا الدماغ فتجد ذهنك متقداً .. لا تشكو من قلة التركيز أو السرحان .. يمرن عقلك على التذكر ويحمي المخ من التعرض لأمراض النسيان كالزهايمر ..

والأهم فإن حفظ القرآن مع اخلاص النية والتوبة المتجددة من الذنوب يعتبر كالدواء الشافي من أمراض القلوب المستعصية كالكبر والرياء والحسد والعجب .. يجعل قلبك مستعداً أكثر لقبول العبادات القلبية كالإخلاص والتوكل والتواضع .. يجعل الدنيا صغيرة في عينك ولا تساوي جناح بعوضة حقاً .. يغير نظرتك إلى الموت .. تصبح أقل خوفاً منه .. تفهم أن الدار الآخرة هي حصاد لما تزرعه الآن فتعي سبب وجودك في هذه الحياة وتحدد أهدافك بناء على ذلك فتعمر في الأرض..
أنت مع القرآن في معية الله ... أهل القرآن هم أهل الله وخاصته .. لماذا؟ لأنهم يصاحبون القرآن دوماً .. وإذا بعدوا قليلاً اشتاقوا وعادوا كأنما يربطهم رابط خفي .. اللهم اجعلنا منهم .. اللهم رد أصحاب القرآن إليه ويسر عليهم العودة.. اللهم لا تحرمنا صحبة القرآن
من باب المشاركة في الخير ممكن اللي يحب يعلق على البوست ده بدل الشكر يعلق بحديث عن فضل القرآن أو آية تؤثر فيه أو دعاء من القرآن أو نية يأخذها في حفظ القرآن أو أي إضافة للأفكار يجدها مناسبة وجزاكم الله خيراً
#احفظوا_القرآن
#صحبة_القرآن