الجمعة، 13 يناير 2017

التعلم من خلال اللعب - طفل ما قبل المدرسة (3- 6 سنوات)

أهلًا بكم في المقال الثالث من سلسلة مقالات التعلم من خلال اللعب .. ها نحن قد عبرنا بسلام السنة الثالثة من عمر الطفل ووصلنا لمحطة طفل ما قبل المدرسة وهذا هو تصنيف الأطفال في هذا العمر ولذا يبدو أمرًا عجيبًا أن يتسابق أولياء الأمور لإدخال أطفالهم للمدرسة في سن الرابعة رغم أنه يوجد اتجاه عالمي في الدول المتقدمة على تأخير سن المدرسة حتى السادسة بل إن هناك عددًا من الأبحاث الحديثة التي تؤكد أن تأخر الطفل في بداية التعليم المدرسي النظامي formal education حتى سن السابعة يكون أفضل له على المدى البعيد من حيث القدرة على القراءة واستيعاب المواد المقروءة والقدرة على التعبير [1] كما أنه يساهم في تقليل معدلات إصابة الأطفال باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه [2] . ولكن ننوه هنا أنه إذا تم تأخير الطفل عن دخول المدرسة فيجب أن يتوفر له بيئة غنية باللعب مثل الحضانات التي تعتمد على أنشطة التعلم من خلال اللعب  Play-based learning Preschool provision  وأشارت دراسات في العلوم العصبية أن أنشطة اللعب تساعد على تطوير الدماغ خاصة الفص الجبهي  Prefrontal cortex المسئول عن معظم العمليات العقلية المتقدمة المميزة للإنسان مثل التفكير المنطقي والتحكم في المشاعر. كما تساعد أنشطة اللعب على تطوير المهارات الإجتماعية ومهارة حل المشكلات ولوحظ  بمتابعة الأطفال الذين بدأوا التعلم في سن مبكر في الرابعة أو الخامسة أنهم أكثر ميلًا للتعرض للإصابة بالأمراض النفسية وأقل تحملًا للضغوط في الكبر [1].   
 


الاحتياجات النفسية:
--------------------
كما تعودنا نهتم باحتياجات الطفل في كل مرحلة حتى نفهم سلوكياته .. ونعود لنظرية إريك إريكسون في التطور النفسي ونعرف هذه المرحلة بأنها مرحلة المبادرة مقابل الشعور بالذنب Initiative versus guilt  [3].. يبدأ الطفل بعد أن تعلم الإستقلالية في المرحلة السابقة يبنى على هذه القدرة ويبدأ في الاهتمام بالمبادرة بالقيام بكل شيء بنفسه وقد يرغب في مساعدتك أيضًا .. فهو أمر طبيعي جدًا عندما تقومين بعمل الافطار أن يقف بجوارك طفلك ذو الثلاثة أعوام يحاول جاهدًا أن يفتح علبة اللبن أو يصب رقائق الذرة ويناولك الأشياء من الثلاجة .. أو عندما تخرجين من المنزل فهو يصر على أن يرتدي الحذاء بنفسه أو أن يختار ملابسه بنفسه حتى لو لم تكن غير متناسقة .. فما الذي ينبغي علينا فعله في هذه الحالة حتى ندعم التطور النفسي للطفل؟
أولًا يجب علينا ألا نصم الطفل بصفات مثل العند لأنه يريد أن يقوم بكل شيء لنفسه وعلى طريقته وأن نتفهم أنها مرحلة تطورية هامة لتكوين شخصية الطفل وتؤثر عليه حتى بعد أن يكبر .. فإذا كبتنا هذه الرغبة عنده ولم نشجعها فسوف يكون شخصًا بالغًا يفتقد المبادرة .. وذلك لأنه مما توصل إليه إريكسون أنه إذا مرت مرحلة ما دون أن يحقق الإنسان هدف المرحلة فسوف يفتقدها الشخص في حياته عندما يكبر .. 
ثانيًا يجب علينا أن ندعم الطفل بتعليمه مهارات الحياة وهنا يمكن الاستعانة بطريقة منتسوري التعليمية .. مثلًا إذا لاحظنا اهتمام الطفل باختيار ملابسه يمكننا تعليمه الألوان وكيف يختار ألوان ملابسه بشكل متناسق .. إذا لاحظنا اهتمامه بارتداء حذاءه بنفسه يمكن أن نبدأ تعليمه كيفية ربط الحذاء مثلاً وهكذا .. وبذلك يتعلم الطفل مهارات الحياة اليومية ويتدرب عليها حتى يتقنها تحت إشرافنا ودون ضغط.
ثالثًا نتعامل بشكل سليم مع الأخطاء فهي أمر طبيعي ... خلال تدريب الطفل على المهارات الحياتية سيقع في أخطاء حتمًا فمن الممكن أن يرتدي الحذاء في القدم الخطأ أو يلبس الملابس بالمقلوب أو يخطيء في ربط الأزرار .. علينا ألا ننهر الطفل أو نتعامل بشكل سلبي في هذه اللحظة بل نركز على الإنجازات ثم نرشده لتصليح الخطأ بدون أن نقول له "غلط" مثلًا من الممكن أن أرتدي حذائي أنا أيضًا وأطلب منه أن يلاحظ الاختلاف في شكل الحذاء ومن هنا يصحح الخطأ بنفسه .. من المهم جدًا في هذه المرحلة إعطاء الوقت للطفل أثناء التدرب على المهارات الجديدة وأن نتوقف عن كلمة "يللا .. يللا" التي نرهق بها اطفالنا .. هذا الاستعجال يوتر الأطفال ويضغط على أعصابهم مما يعطل عملية التعلم ويسبب إصابة الطفل بالعصبية والأهم أنه يشعر بالذنب لعدم قدرته على مواكبة الأهل وكذلك عدم الثقة بأنه يستطيع اتقان هذه المهارة.
ولنراعي أن من أهم احتياجات الطفل في هذه المرحلة الاحساس بالإنجاز ولذلك يجب على المربين ومتولي رعاية الطفل أن يشجعوه تشجيعًا إيجابيًا وليس مجرد مديح .. والمقصود هنا أن نركز على الفعل نفسه مع الاهتمام بتلاقي النظر مع الطفل وهي من اللحظات الرائعة حقًا فالأطفال في هذه السن تلمع عيونهم بالفخر والسعادة عند تعلم المهارات الجديدة وينتظرون أن يلمسوا منا نفس الفخر في نظرة العين وفي لغة الجسد كذلك. فعندما يأتي إليك طفلك وقد نجح في ارتداء ملابسه وحده دون مساعدة فعليك الالتفات إليه مع ابتسامة وتوجيه النظر إلى عينيه وتشجعيه بكلمات لطيفة مثل "ما شاء الله لقد ارتديت ملابسك كاملة.. ما أجمل اختياراتك ! انت متقن لعملك فعلًا انظر إلى هذه الأزرار ... ما شاء الله أنت تكبر حبيبي " هذا أفضل كثيرًا من قول كلمة برافو أو رائع دون التنويه عن مواطن القوة في المهارة ولفت انتباه الطفل لذلك.


خصائص المرحلة العمرية لأطفال الحضانة أو ما قبل المدرسة (3- 6 سنوات):
------------------------------------------------------------------------
في هذه المرحلة تزيد فترة انتباه الطفل، يستطيع الكلام وطرح الأسئلة والدخول في مناقشات، يحب اللعب مع الأهل والأصدقاء Cooperative play ويمكنه تقبل فكرة الدور ومشاركة الألعاب sharing and taking turns   كما يتقبل فكرة وجود قواعد بسيطة للعب ، يحب التجربة والاستكشاف ويتعلم كثيرًا عن طريق التجربة والخطأ ، يحب التصنيف والتمثيل ولعب الأدوار ويهوى استخدام الأشياء بطرق غير تقليدية.

أهمية لعب الآباء والأمهات مع أطفالهم وطريقة العشر دقائق: 
-------------------------------------------------------
طفلك يحب جدًا أن يلعب معك ويجد في ذلك متعة كبيرة عن لعبه وحده أو مع الإخوة والأصدقاء في الحضانة فاحرص على موعد يومي للعب مع طفلك لا يقل عن 10 دقائق  (10 minutes play) [4] بداية من عمر سنتين حتى سن 8 سنوات  .. لعبك مع طفلك سيعزز شعوره بالانتماء والأهمية  Belonging and significance  وهذا يعتبر الاحتياج الأساسي لكل انسان وهو جوهري عند الأطفال [5] ويقلل كثيرًا من المشاعر والسلوكيات السلبية لدى الأطفال .. اللعب كذلك يساعد الأطفال على اكتساب مهارات حياتية وإجتماعية.. كما يساهم في توصيل المعلومات الأكاديمية بطريقة مسلية وقريبة من الطفل..  كذلك لعبك مع طفلك سيخلق رابطة قوية بينكما ويحفر لك مكانًا في قلبه كما سيشعرك أنت أيضًا بالراحة ويقلل الضغط العصبي لديك .. فاللعب مع الأطفال يعتبر مخفف رائع للضغوط  Stess relief ولكي نحقق تجربة لعب ناجحة ومفيدة لك ولطفلك يراعي الآتي عند اللعب مع الطفل:
1- ترك الحرية للطفل لاختيار اللعبة واختيار دورك أنت في اللعب فلا تحاول أن تدير أنت عملية اللعب وانما اتركها لطفلك تمامًا Follow your child's lead
2- إعطاء الطفل الوقت الذي يحتاجه ولا تستعجله Pace at your child's level
3- لا تسرف في التوقعات ولا تتابع تطور طفلك بقلق Don't expect too much - give your child time
4- لا تسابق طفلك لتكسب ولا تنافسه في اللعب  Don't compete with your child
5- لا تنتقد طفلك ولا تعدل عليه بل شجع أفكاره وابداعاته (لا تقل أنت لا تعرف أو لم تتعلم هذا بعد أو لن تستطيع هذا صعب عليك أو أنا أفعلها بدلًا منك أو سأريك كيف تقوم بهذا) Don't criticize; encourage your child's ideas and creativity
6- اشترك معه في ألعاب التمثيل ولعب الأدوار كما يحلو له Engage in role play and make-believe with your child
ولنا هنا أسوة حسنة في سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم فلنتأمل هذا الحديث:
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَّامٍ قال : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قال : أَنْبَأَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قال : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَعْقُوبَ الْبَصْرِيُّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قال : خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي إِحْدَى صَلَاتَيِ الْعِشَاءِ وَهُوَ حَامِلٌ حَسَنًا أَوْ حُسَيْنًا فَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَضَعَهُ ، ثُمَّ كَبَّرَ لِلصَّلَاةِ فَصَلَّى فَسَجَدَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ صَلَاتِهِ سَجْدَةً أَطَالَهَا قَالَ : أَبِي فَرَفَعْتُ رَأْسِي وَإِذَا الصَّبِيُّ عَلَى ظَهْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ سَاجِدٌ فَرَجَعْتُ إِلَى سُجُودِي فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلَاةَ قَالَ النَّاسُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ سَجَدْتَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ صَلَاتِكَ سَجْدَةً أَطَلْتَهَا حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ قَدْ حَدَثَ أَمْرٌ أَوْ أَنَّهُ يُوحَى إِلَيْكَ قَالَ : " كُلُّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ وَلَكِنَّ ابْنِي ارْتَحَلَنِي فَكَرِهْتُ أَنْ أُعَجِّلَهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ " . حديث صحيح
فهذا رسول الله أثناء الصلاة لم يرد أن ينزل الحسن أو الحسين من على ظهره حتى لا يعجل الطفل فأين نحن من سنته ؟

7- اعط انتباهك كاملًا لطفلك ..أنت جمهوره الأول فأظهر التقدير Be an attentive and appreciative audience
8- بدلًا من توجيه الأوامر أو الأسئلة استخدم التعليق على اللعب بوصف ما يحدث مثل المعلق الرياضي على المباريات ولكن بعبارات قصيرة Use descriptive commenting 
9- كن قدوة في تعليم السلوكيات الإجتماعية بطريقة غير مباشرة مثل الذوقيات وتبادل الأدوار والتعاون والمشاركة  Be a social skills coach
10- ادعم طفلك عاطفيًا بشكل إيجابي أثناء اللعب عن طريق البقاء هادئًا والانتظار والمساعدة Use emotional coaching and provide positive support for children's emotional regulation skills
11- أعد طفلك للمدرسة عن طريق التعليق معًا على الألوان والأشكال والأرقام والمسميات Use academic coaching to promote your child's school readiness
12- قاوم رغبتك في تقديم الكثير من المساعدة لطفلك ليطور مهارة حل المشكلات Curb your desire to give too much help; encourage problem solving
13- اضحك واستمتع وشارك طفلك مشاعر الفرح والانطلاق "طلع الطفل اللي جواك"  Laugh and have fun





الألعاب المناسبة لهذه المرحلة:
------------------------------
أعرض عليكم هنا مجموعة من الألعاب مناسبة جدًا لهذا العمر والمهارات التي تطورها هذه الألعاب.
1- لتطوير مهارة طفلك في حل المشكلات Problem solving : يمكن توفير ألعاب البازل له (من 12- 20 قطعة فأكثر مع تقدمه في العمر) - مكعبات وألعاب التركيب ونراعي أن تكون أصغر حجمًا من المستخدمة سابقًا في مرحلة الطفل الدارج- ألعاب التصنيف حسب الحجم / الطول / العرض / اللون / الكمية / الشكل / الرائحة / أخرى ويمكن الاستعانة هنا بأدوات منتسوري مثل الأسطوانات ذات المقبض والبرج الوردي والسلم البني وإذا لم تتوفر أدوات منتسوري فلا يهم فالطفل يستمتع بأبسط الأشياء  مثل الأوعية البلاستيكية وأغطية الزجاجات والقواقع والمفاتيح. 
 
2- ألعاب البناء والتكوين لتنمية الذكاء البصري والابداع: وأهمها مكعبات مختلفة الأشكال والألوان يمكن استخدامها لبناء مجسمات معقدة - الميكانو وحقيبة العدد والأدوات - ألعاب تركيب معقدة مثل construction sets - ألعاب المواصلات (سيارات - طائرات - قطارات) - الموزايك بكل أشكاله


3- ألعاب التمثيل ولعب الأدوار Pretend and role play : وفري لطفلك صندوقًا أو درجًا فيه مجموعة من الملابس القديمة و الايشاربات والقبعات واتركيه يستمتع بتمثيل دور شخصيات من صنع خياله .. قد يقلد أبيه أو عمه أو خالته أو حتى أنتِ ... قد يقلد معلمته في الحضانة او شخصيات كرتونية يتابعها .. من الممكن أن يلبس الايشارب على ظهره فيكون حرملة الأمير في قصة سندريللا التي تحكيها قبل النوم مثلًا .. لا تتدخلي كثيرًا في هذه اللعبة واتركي لطفلك العنان وبهذا ينمي خياله وابداعه .. هذه اللعبة أيضًا تنمي الذكاء البصري فالطفل يرسم صورة ذهنية عن الشخصية التي يريد تمثيلها ثم يحقق هذا في الواقع .. لا توجد مشكلة أن يمثل الطفل دور فتاة أو تمثل الطفلة دور ولد .. هذا لا يعني اضطراب هوية أو أي شيء .. هم أصغر من فهم ذلك .. بل ان هذه اللعبة ستفيده للتعرف على الاختلاف بين النوعين وتفهم احتياجات الولد والبنت .. عليك فقط توفير ما يحتاجه طفلك للتمثيل ولعب الأدوار .. فيمكن أيضًا توفير بالطو طبيب وأدوات طبيب .. نماذج مصغرة لغرف المنزل .. عرائس ودباديب صغيرة .. شارب وذقن صناعيين .. خيمة او ملاءة قديمة ويصنع منها هو خيمة تحت الطاولة .. مسرح عرائس بسيط
عليك فقط ملاحظة طفلك أثناء اللعب إذا لعب دور معلمته في الحضانة فسوف يكون انعكاس لشخصية المعلمة وكذلك إذا لعب دور الأم فسوف يكون مرآتك ..ويمكنك من خلال ذلك فهم الكثير عن يوم طفلك ومشاعره خاصة إذا كان قليل الكلام. هناك نوع من أنواع العلاجات النفسية للأطفال اسمه العلاج باللعب [6] يعتمد على ترك الطفل وسط مجموعة منتقاة من الألعاب ليلعب بها بحرية تامة في وجود معالج كل دوره ملاحظة الطفل أثناء اللعب ليصدر تشخيصه في نهاية الجلسة ويمكن تكرار الجلسة بعد ذلك للتأكد من التشخيص وعلاج أي سلوك مقلق لدى الطفل .. يمكنك أنت أيضًا القيام بدور المعالج فقط بملاحظة طفلك وتركه يلعب بحرية وتشجيعه خلال اللعب.

4- الألعاب الفنية الابداعية: نوفر ألوان مائية وفرش وأوراق كبيرة أو يرسم بأصابعه .. وكذلك ألوان خشبية وألوان شمع .. أوراق مثبتة على الحائط أو الطاولة ليبدع عليها الطفل .. سبورة وطباشير أو أقلام سبورة .. صلصال واسطمبات لصنع أشكال .. مقص مناسب لعمر الطفل .. أوراق قص ولصق .. اصبع صمغ 
وأحب هنا أن أنوه على عدم التعديل على الطفل أثناء الرسم والتلوين حتى لا نؤثر على عملية الابداع .. أيضًا الطفل في هذا العمر لا يفكر مثلنا كبالغين .. نحن نركز دائمًا على المنتج النهائي ولذلك عندما يعرض الطفل رسمته على شخص بالغ تجد رد فعله " ايه ده؟ أو قولي رسمت ايه ؟" في الواقع طفل ما قبل المدرسة لا يكون منشغلًا أثناء الرسم بإجابة هذا السؤال ولا يهمه فعلًا .. كل تركيز الطفل يكون على العملية نفسها Process وليس المنتج  Product ولذا رد الفعل السليم لنا يجب أن يكون تشجيع الفعل والمجهود المبذول من الطفل وتوضيح نقاط القوة وبذلك يشعر الطفل بتقدير الذات .. ويمكننا بعد ذلك مناقشة الطفل بأسئلة إثارة الفضول مثلًا "يا ترى ده ممكن يكون حصان ولا انت شايفه حاجة تانية ؟ " ونترك العنان لعقل الطفل ليراه كما يريد .. أيضًا لا نعدل الألوان التي اختارها الطفل ونطلب منه محاكاة الطبيعة حرفيًا .. تؤلمني كثيرًا ردود فعل الكبار حول الطفل إذا اختار أن يلون السماء باللون الأصفر وينطلق الجميع في محاولة إصلاح هذا الخطأ البشع من وجهة نظرهم وتعليم الطفل أن السماء زرقاء .. هذا يعطي رسالة للطفل أنك قد أخطأت بخروجك عن المألوف وتؤثر على شعوره بالمبادرة وقدرته على الابداع .. بل قد يشعر بالذنب من الخطأ أو يقرر ألا يرسم مرة اخرى أو يحتفظ برسوماته لنفسه ولا يرغب أن يراها أحد .. ولنتذكر جميعًا أن الابداع يكمن في عدم التقليد والتفكير خارج الصندوق .. والابداع يبدأ داخل أطفالنا بهذا الشكل فبالله عليكم لا تقتلوا الابداع داخل أطفالكم بكثرة التعليقات والتوجيهات [7].


5- ألعاب للتطور الحركي مثل الدراجة والاسكوتر .. كور .. بولينج .. نفق .. ألعاب تسلق .. زحليقة .. أرجوحة .. وتوفير وقت للطفل للعب في الهواء الطلق في منطقة ألعاب تحت إشراف الأهل. 
ولا ننسى تطوير العضلات الدقيقة عن طريق أنشطة اللضم والصب والخياطة والقص وكذلك يمكن البدء في التعليم الأكاديمي مثل الحروف والأرقام من خلال تعرف شكلها ثم كتابتها على الرمل أو الدقيق أو تشكيلها بالصلصال .. ونبدأ أيضًا أنشطة ما قبل الكتابة و tracing لخطوط مستقيمة ومتعرجة ومنحنية ثم الحروف نفسها بعد ذلك.

6- للتطور اللغوي نوفر كتب بها صور مع كلمات أكثر من كتب المرحلة السابقة وسوف نلاحظ بداية اهتمام الطفل بالكلمات والحروف ويمكن استخدام بازل الحروف والأرقام حتى يبدأ التعلم الأكاديمي من خلال اللعب .. وكذلك بازل الأشكال الهندسية .. ويمكن طباعة أوراق عمل للاطفال من الانترنت تضم أنشطة يستخدم فيها القلم مثل المتاهات وتوصيل النقط وهي ألعاب تساعد على تطوير المهارات الحركية الدقيقة وتهيء للكتابة كما انها تطور مهارات حل المشكلات والذكاء البصري والذكاء الرياضي المنطقي.. 
يستمتع أيضًا الطفل في هذه المرحلة بالكتب التفاعلية المناسبة لعمره.. ولا ننسى حفظ القرآن .. في هذه المرحلة يكون الطفل سمعي جدًا ويمكنه حفظ القرآن بالتلقين سماعًا ومع نهاية المرحلة يمكنه التعرف على الحروف والتشكيل في المصحف إذا تم تعويده على ذلك.


7- الأناشيد والقصص وفي هذه المرحلة يهتم الطفل بقصص أبطالها من الحيوانات أو الأطفال ومن المهم أن نستخدم القصص في غرس القيم والأخلاقيات الحميدة وكذلك تعليم الطفل من خلال القصص الأسس الدينية مثل العقيدة والفقه والحديث  ويمكن استخدام الأناشيد لتعليم الحروف والأرقام ومعرض الكتاب قادم بإذن الله ومن الممكن أن تقتني كتبًا رائعة من دار الكوثر هي عبارة عن قصص مصورة تعمل على تبسيط الفقه للأطفال.



8- يمكن أيضًا أن ندرب أبناءنا على بعض المواقع التعليمية المفيدة والتي تستخدم الألعاب لتوصيل مفاهيم علمية وأكاديمية وهنا بعض هذه المواقع المجانية ذات المحتوى المفيد:

 
وبذلك نكون قد انتهينا بفضل الله من مرحلة الطفولة المبكرة ونبدأ في المقال القادم بإذن الله مرحلة الطفولة المتأخرة بكل تحدياتها.

المراجع:
[3] Erikson, E.H. & Erikson, J.M., The Life Cycle Completed: Extended Version (W. W. Norton, 1998).
[4] Webster-Stratton, C. (2015). THE INCREDIBLE YEARS® SERIES. Family-Based Prevention Programs for Children and Adolescents: Theory, Research, and Large-Scale Dissemination, 42.
[5] Nelsen, J. (2011). Positive discipline. Ballantine Books.

وهذا رابط مجلة علمية دولية تختص بالعلاج عن طريق اللعب للمهتمين :
http://www.bapt.info/resources-research/journal-play-therapy

هناك تعليق واحد: