الأحد، 11 ديسمبر 2016

المساندة مقابل النصح المباشر

كنت دايماً أقول بلاش نحكم على حد .. اتعلمت شوية زيادة ولقيت ان بلاش كمان ننصح حد من غير ما يطلب مننا النصيحة .. بلاش نحاول نغير حد هو مش عايز يتغير .. ده مش دورنا تجاه بعض كبشر ولو لاحظنا هنلاقي ان كل المحاولات من النوع ده دائماً تذهب سدى والنتيجة صفر
اللي عايز يتغير هو هيحاول يتغير هتلاقيه هو اللي بيسأل وبيقرأ ويبحث ويعافر لغاية ما يحقق التغيير اللي هو "محتاجه"
اللي عايز نصيحة هو هيدور عليها وهيسعى انه ينفذها
طيب دورنا ايه تجاه بعضنا ؟ .. لما حد يحتاجنا نحاول نساعده بكل ما نستطيع .. ولو حوالينا حد عزيز علينا ومن وجهة نظرنا محتاج مساعدة أو نصيحة .. بلاش نفرض نفسنا عليه .. بلاش ننصح بشكل مباشر .. ممكن نقدم المساعدة والدعم بشكل غير مباشر .. ممكن نقوله احنا موجودين لو احتجتنا هتلاقينا .. ممكن نحاول نكون قريبين ومستمعين ونقبله كما هو .. لما هيحتاج يتكلم هيدور حواليه وغالباً هيلجأ لينا .. وقتها هيكون مستعد يسمع ومش بس كده يطبق النصيحة اللي قلناها لأنه طلبها بنفسه
لما تعمل كده كمان هاتحس انت شخصياً براحة شديدة لأنك لا تلعب دور الناصح المنقذ .. لأن الدور ده مع الوقت هيتعبك قوي ويضغط على أعصابك بالعديد من المشاعر السلبية.. ممكن تحس ان كلامك ونصحك راح هدر .. ممكن تغضب منه لأنه ضرب بكلامك عرض الحائط ..ممكن تحس بالذنب لأن الشخص اللي نفسك يتغير في الواقع مش بيتغير زي ما انت "عايز" فتبدأ تلوم نفسك وتجلدها لأنك لم تجتهد في النصح أكثر ..والحقيقة أن الأمر لا يعنيك أبداً .. أنت لست منقذاً لأحد .. ولا وصياً على أحد.. "كل نفس بما كسبت رهينة" - "بل الإنسان على نفسه بصيرة" .. الآخر هو شخص عاقل راشد "مثلك".. اعطه الفرصة ولا توفر عليه عناء السعي نحو التغيير.. فقط كن بجواره
واحذر أن هذا الأسلوب مع الوقت قد يصل بك دون قصد إلى تنصيب نفسك حكماً على الناس وهذا يضر عقلك وقلبك معاً .. ترهق عقلك طوال الوقت في التأمل في من حولك و"تقييمهم" واختيار من يحتاج للتغيير أو النصيحة لتبدأ مهمتك المقدسة أو التي تظن أنها مقدسة .. وهي ليست مهمتك من الأساس !!! وفي نفس الوقت يتسلل إلى قلبك حب الظهور والعجب وهما من أشد أمراض القلوب فتكاً ..
وفي خطاب الله للرسول في هذه الآية الكريمة دلالة واضحة:
"فإن أعرضوا فما أرسلناك عليهم حفيظاً إن عليك إلا البلاغ"
الرسول صلى الله عليه وسلم دوره التبليغ وتوصيل الرسالة أما الهداية فليست دوره وإنما هي منحة من الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء .. هذا في توصيل رسالة الإسلام .. فما بالك بما هو أدنى .. فما بالكم بنا نحن ... بشر عاديون.. لنا ما لنا وعلينا ما علينا
**أكتب هذا من باب عرض الرأي وليس النصح
#استمع_ادعم_ساند_تقبل
#بلاش_تلعب_دور_المنقذ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق