الأحد، 11 ديسمبر 2016

اعرف طفلك وتقبله كما هو

تقريباً كل البيوت المصرية نجد فيها مثل هذه التعليقات:
- الولد ده ماله كده هادي زيادة عن اللزوم .. اكشفوا عليه ليكون معقد .. باين عليه مش طبيعي !!!
- الولد ده شقي قوي ربنا يكون في عونك .. وديه لدكتور لايكون عنده ADHD !!!
- البنت الصغيرة أحلى من الكبيرة .. انتوا جبتوا السمرا دي ازاي !!!
- مالها بنتك شعرها وحش كده ليه .. اعمليلها بروتين !!!
وكثيييييييييييييير من مثل هذه التعليقات التي تنهمر على كل أم مصرية تقريباً .. تعليقات تجمعها دوماً صفة النقد والاعتراض ومقارنة الأطفال ببعضهم ومقارنتهم بما يظن الشخص الناقد أنه ال standard الخاص بالأطفال

والحقيقة أن هذا ال standard غير موجود فكل طفل هو نسيج وحده .. خلقه الله مميزاً بطباع خاصة ونمط شخصية معين تناسب تطوره وتناسب مستقبله .. فالطفل الذي قدر له أن يكون مصلحاً لمجتمعه يختلف عن من قدر له أن يكون مقاتلاً يحرر الأقصى ويختلف عمن خلق ليعلم الناس أو من خلق ليكون طبيباً أو لاعباً للكرة أو أديباً .. وهكذا .. لا تنسوا "كل ميسر لما خلق الله"
هناك طفل بصري وطفل سمعي وطفل حسي .. وكل نمط له صفاته الخاصة وقد يكون نمط طفلك مختلطاً .. فابحثي وتعلمي عن أنماط الشخصية .. هناك اختبارات نفسية تساعدك على معرفة ذلك .. مؤكد هي أفيد من الاختبارات العجيبة من عينة من أنت من شخصيات الكرتون؟ ومن تشبهين من الفنانات؟ !!!!!
عندما تحددين نمط طفلك سيسهل عليك تقبل تصرفاته لأنك فهمت من اين تنبع هذه التصرفات .. عندما تعلمين لماذا يفعل ابني هذا الفعل سيرتاح بالك ولن يرد لذهنك أنه مريض أو ما شابه وسيكون ردك جاهزاً عندما يتعرض للنقد من أحد الأقارب أو المعارف أو حتى مدرسينه.
لا تسمحي لأحد بانتقاد طفلك أبداً ولا مقارنة أولادك ببعضهم خاصة أمام الأطفال .. والأولى طبعاً ألا تقعي أنت في هذا المحظور فإنك عندما تقارنين طفلك بابن عمه أو ابن صديقتك يفهما الطفل كالآتي:
أنا غير محبوب .. أمي لا تقبلني .. لم أنجح في جعلها تحبني .. ان كانت أمي تكرهني فمن سيحبني .. أنا لا أنتمي لهؤلاء !!!!
هذا الكلام ليس فيه أي مبالغة.. كثرة النقد والمقارنات تؤدي لفقدان الطفل اتزانه النفسي وبعدها انطواء على نفسه أو عدوانية وعنف تجاه نفسه والآخرين وفقدان لاعتزازه بذاته وشعوره بعدم الانتماء وعدم الأمان وبحثه عن الأمان والحنان خارج البيت..
لا تتسببي في هذه المشاعر المدمرة لطفلك .. لا تدفعي به لهذه الدوامة التي قد تشوه نفسيته للأبد ومؤكد ستدمر علاقته بك .. ولا تسمحي أيضاً من قبيل الحرج أن يؤذي أحدهم طفلك بنقد لاذع خاصة ما يتعلق بالشكل والخلقة.. ففي هذا عنصرية مقيتة طغت على مجتمعنا المصري للأسف
أولادنا نعمة من الله وشكر النعمة أن نحبهم كما هم ونتقبلهم كما هم ونرفع من مستواهم فيما يتناسب مع أنماطهم .. نعزز مواهبهم ونضمد نقاط ضعفهم .. لا نضغط عليهم لنحقق أحلامنا فيهم .. فهم لهم ذوات خاصة بهم وأحلام خاصة بهم .. لا نرسم لهم مستقبلاً قد لا يناسبهم ..
فلنجعل مهمتنا في الحياة أن يكونوا سعداء وأصحاء نفسياً .. أما التفوق الدراسي والرياضي والثقافي والكلية التي سيدخلونها والمجال العملي فهذا يرجع إلى ميولهم ورغباتهم .... والأهم قدراتهم
#حبوا_ولادكم
#اقبلوهم
#احتووهم
#اشكروا_نعمة_المولى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق