الأحد، 11 ديسمبر 2016

فوبيا المرأة الناجحة القوية

بحكم عملي أتعامل مع أشخاص من كل المستويات والثقافات والأعمار تقريباً .. وبعد 15 سنة في الكلية اكتشفت اني أستطيع التعايش مع الجميع إلا صنف واحد من البشر .. نوع من أنواع "الرجال" عنده فوبيا خاصة .. سأسميها "فوبيا المرأة الناجحة القوية" .. هو أصلاً لا يحترم المرأة ولا يقتنع أنها ذات عقل أو يمكن لها أن تفكر من الأساس .. فما بالك عندما يلتقي بامرأة ذات عقل وفكر وعلم ...يتعرض عقله للتشويش وتصبح المصيبة بالنسبة له أكبر من طاقة تحمله إذا كانت تلك المرأة في موقع قيادي.. المرأة بالنسبة له لا يؤخذ لها رأياً إلا في طريقة عمل المحشى أو صينية الكنافة .. فكيف يتحمل ان تكون رئيسته أو زميلته في فريق أو عمل جماعي !!!
وأول أعراض متلازمة "فوبيا المرأة الناجحة القوية" أن الرجل المصاب بها لا يصدق ما يراه فيبدأ في إنكار وجودها وتجاهلها فإذا اشتركت معه في عمل تجده يتخذ القرارات دون الرجوع إليها .. إذا جلست في إجتماع وذكرت فكرة ما أو مقترح إما يتجاهل كلامها أو يتعمد تسفيه رأيها .. وأنا متأكدة أن من ستقرأ كلامي منكن ستجد أنها تعرضت لذلك بشكل أو بآخر حتى خارج مجال العمل ..
للأسف لا يعرف الرجال المصابون بهذه الفوبيا أن هذه النوعية من النساء تعتبر تجاهلها إهانة وإنكار وجودها جريمة لا تسكت عليها إطلاقاً ..وعندما تدافع عن كيانها وأفكارها تزيد الحالة عنده وتأخذه العزة بالإثم ولا يعتذر أبداً وانما "يسوق" فيها ويخطيء أكثر وأكثر والمدهش أنه يجد الكثير من المبررين حوله ممن يدلون بدلوهم ويخففون عنه ويتهمونها هي بالعصبية أو الحساسية المفرطة وينصحونه بالمقولة الشهيرة " ماتاخدش على كلام الستات "

الكارثة أن هذه الفوبيا منتشرة كالنار في الهشيم وتجدها في كافة المستويات الفكرية من أول العامل البسيط وصولاً إلى الأستاذ الدكتور الكبير .. شيء مؤسف حقاً ويكبل طاقات الكثير من النساء في مجتماعاتنا العربية ويجعل حياتهن المهنية أمراً كريهاً ونزولهن للعمل عبئاً ثقيلاً على أنفسهن... طبعاً لا يوجد علاج لهؤلاء الأشخاص لأنهم مثل المريض الذي لا يعي مرضه فبالتبعية لن يطلب العلاج..
ولكن لكل منا دور لإيجاد حل جذري مستقبلي وذلك بأن نربي أبناءنا من الصغر على احترام المرأة وكيانها وعقلها ولنا في رسول الله أسوة حسنة وفي وصاياه الكثير والكثير من الرفق والاحترام للمرأة .. وهذا يتأتى بأن يسود الاحترام بين الزوجين خاصة أمام الأبناء وأن تكون القرارات العائلية مشتركة بين الجميع وأن لا يتم تمييز الولد على البنت بأي حال من الأحوال وأن يتربى الولد على أن احترام المرأة ان كانت أماً أو أختاً أو زوجة أو بنتاً أو زميلة عمل أو دراسة ليس اختياراً له ولا تفضلاً منه وانما هو من ثوابت الرجولة الحقة ومن أساسيات المروءة (الخلق المفقود)
#رفقاً_بالقوارير
#أنا_مش_فيمنيست
#أنا_نفسي_الناس_تحترم_بعض

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق