الأحد، 11 ديسمبر 2016

في حب أبي وذكرياتنا

أول ما اتخرجت اشتغلت في شركة محترمة في العاشر من رمضان ثم تم تعييني معيدة في هندسة المطرية بعد ذلك بعامين وكان يوماً سعيداً جداً على أبي الحبيب رحمه الله .. وجدت أمس هدية الشركة لي عند رحيلي ورأيت اهداء رقيق كتبه لي أبي الحبيب عليها .. كنت نسيت انه كتب لي هذا الإهداء فلم أتمالك نفسي من البكاء .. دايماً يا بابا في كل لحظة كنت معايا .. في كل انجاز.. في كل اخفاق .. في كل لحظة نجاح .. وفي كل لحظة فشل .. في كل نقلة في حياتي كنت معايا .. وعلى فكرة انت معايا بروحك دلوقتي .. انا فقدتك إه لكن روحك لسه ساكنة جوايا مش بتموت .. ولسه باكلمك وباحكيلك.. زعلت قوي لما ضبطت نفسي متلبسة اني نسيت انك كتبتلي الإهداء ده .. ازاي أنسى أي حاجة عملتهالي؟ هل بدأت أنسى التفاصيل الصغيرة دي اللي كانت أجمل ما في حياتي؟ لا ما نسيتش .. انا لسه فاكرة حكايات كتييييييييييييييير
- لما تهت وأنا عندي سنتين واحنا عند ناس قرايبنا والجيران عرفوني لأني شبهك ورجعت الحمد لله .. كنت بتقولي لو ماكنتيش شبهي كان زمانك بتبيعي مناديل في الاشارات
- لما رحت المدرسة أول يوم وكل الأطفال بيعيطوا وخايفين وأنا مبسوطة وقبلها بيوم لبست لبس المدرسة وطلعت على السلم وأنا باقول عايزة ألوح المدلسة دوقتي دوقتي دوقتي
- يوم عيد الأم كانوا بيعملوا حفلة في المدرسة . كنت بتقعدني عشان مازعلش لأن ماما كانت ماتت
- أيام المذاكرة الجامدة في امتحانات ثانوية عامة والكلية لما كنت بانسى آكل .. كنت تقطع لي فاكهة وتجيبهالي لغاية عندي
- لما كنت بتدعيلي أدخل هندسة شبرا عشان أفضل جنبك ومابعدش عن البيت وربنا استجاب لدعائك
- لما وصلتني في انترفيو الشغل وأول يوم شغل واطمنت عليا
- لما كلمتني يوم ما جالي التعيين في الكلية وقلت لي ألف مبروك يا دكتورة
- لما كنت بتسمعني وأنا باحفظ قرآن وتبكي ونقعد نتكلم سوا عن معاني الآيات
- لما كنا نشوف دعاء ختم القرآن من الحرم في رمضان وتبكي وتقولي عايز أبقى معاهم
- لما تعبت قوي قبل الحج وقلت لي والدموع في عينيك هو ربنا مش عايزني ولا ايه ؟ بس الحمد لله ربنا قدرك وحجيت
- لما كنت تسهر مستني أخويا اللي متأخر بره وتفضل تقولي اتصلي بيه كل شوية وتفضل يا عيني من البلكونة للشباك قلقان عليه ولما يجي ماتزعقلوش حتى .. انت بس كنت عايزه يجي عشان تطمن عليه
- لما كنت تفضفض معايا عن القضايا بتاعتك والموكلين وتفهمني الدنيا من خلال القضايا
- لما كنت بتوصلني القناطر وأنا باعمل شغل العملي أيام الماجستير وتفضل مستنيني في العربية طول اليوم .. بس عشان متبهدلش في المواصلات
- لما كنت بتقولي ابني على كتفي ماروحش أدور عليه وأنا أقولك امتى هاتنزلني من على كتفك يا بابا
- لما كنت بتقولي ربنا يجعل خلفتك كلها صبيان وفعلاً ربنا استجاب دعوتك
- لما كنت فرحان بيا يوم مناقشة الماجستير وبتقاوم انك تبكي فأنا حضنتك وأنا بعيط قلتلي هاتخليني أعيط كده
- لما كنت بانزل معاك في أي مشوار وكنت لازم تجيبلي حاجة حلوة وعصير
- ولا يوم فرحي لما سبتني بعد الفرح وما وصلتنيش لبيتي وروحت لوحدك حزين وأنا - العروسة - أدور على بابا في كل حتة مش لاقياه وكلمتك على الموبايل وأنا بعيط وأقولك : كده تسيبني يا بابا .. ماكنتش قادر تشوف طفلتك بتبعد عنك فبعدت انت .. أنا فاهمة
- لما زوجي سافر انجلترا وأنا جتلك وانت كنت قلقان عليه قوي ولما اطمنا عليه انت بكيت من الفرحة مع اني كنت مش قلقانة قدك
ولما ولما ولما .. حكايات كتير وذكريات كتير .. كل يوم من ده ... كل يوم طيبة وحنية ورقة وتفهم .. كل يوم في حياتك كان جميل .. حتى وانت في آخر أيامك كنت بتهزر وبتخفف عننا
مش ممكن أنساك يا غالي .. حتى لو حاولت مش هاعرف .. انت جزء مني وأنا جزء منك .. حد ينسى جزء من روحه !!
#حكاياتي_الحلوة
#مع_بابا_حبيبي
#شبعوا_ولادكم_حنية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق